54 - (ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم) بالتوبة والإيمان (أو إن يشأ) تعذيبكم (يعذبكم) بالموت على الكفر (وما أرسلناك عليهم وكيلا) فتجبرهم على الإيمان وهذا قبل الأمر بالقتال
يقول تعالى ذكره لهؤلاء المشركين من قريش الذين قالوا " أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا " : " ربكم " أيها القوم " أعلم بكم إن يشأ يرحمكم " فيتوب عليكم برحمته ، حتى تنيبوا عما أنتم عليه من الكفر به وباليوم الاخر " أو إن يشأ يعذبكم " بأن يخذلكم عن الإيمان ، فتموتوا على شرككم ، فيعذبكم يوم القيامة بكفركم به .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن عبد الملك بن جريج قوله " ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم " قال : فتؤمنوا " أو إن يشأ يعذبكم " ، فتموتوا على الشرك كما أنتم .
وقوله " وما أرسلناك عليهم وكيلاً" يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وما أرسلناك يا محمد على من أرسلناك إليه لتدعوه إلى طاعتنا رباً ولا رقيباً ، إنما أرسلناك إليهم لتبلغهم رسالاتنا ، وبأيدينا صرفهم وتدبيرهم ، فإن شئنا رحمناهم ، وإن شئنا عذبناهم .
قوله تعالى: "ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم" هذا خطاب للمشركين، والمعنى: إن يشأ يوفقكم للإسلام فيرحمكم، أو يميتكم على الشرك فيعذبكم، قاله ابن جريج. وأعلم بمعنى عليم، نحو قولهم: الله أكبر، بمعنى كبير. وقيل: الخطاب للمؤمنين، أي إن يشأ يرحمكم بأن يحفظكم من كفار مكة، أو إن يشأ يعذبكم بتسليطهم عليكم، قاله الكلبي. "وما أرسلناك عليهم وكيلا" أي وما وكلناك في منعهم من الكفر ولا جعلنا إليك إيمانهم. وقيل: ما جعلناك كفيلاً لهم تؤخذ بهم، قاله الكلبي. وقال الشاعر:
ذكرت أبا أروى فبت كأنني برد الأمور الماضيات وكيل
أي كفيل.
يقول تعالى: "ربكم أعلم بكم" أيها الناس أي أعلم بمن يستحق منكم الهداية ومن لا يستحق "إن يشأ يرحمكم" بأن يوفقكم لطاعته والإنابة إليه " أو إن يشأ يعذبكم وما أرسلناك عليهم وكيلا " أي إنما أرسلناك نذيراً, فمن أطاعك دخل الجنة, ومن عصاك دخل النار. وقوله "وربك أعلم بمن في السموات والأرض" أي بمراتبهم في الطاعة والمعصية "ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض" وكما قال تعالى "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات" وهذا لا ينافي ما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تفضلوا بين الأنبياء" فإن المراد من ذاك هو التفضيل بمجرد التشهي والعصبية لا بمقتضى الدليل فإذا دل الدليل على شيء وجب اتباعه, ولا خلاف أن الرسل أفضل من بقية الأنبياء, وأن أولي العزم منهم أفضلهم, وهم الخمسة المذكورون نصاً في آيتين من القرآن في سورة الأحزاب "وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم" وفي الشورى قوله: "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" ولا خلاف أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضلهم, ثم بعده إبراهيم, ثم موسى ثم عيسى عليهم السلام على المشهور, وقد بسطناه بدلائله في غير هذا الموضع, والله الموفق. وقوله تعالى: "وآتينا داود زبورا" تنبيه على فضله وشرفه. قال البخاري : حدثنا إسحاق بن نصر , أخبرنا عبد الرزاق , أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خفف على داود القرآن, فكان يأمر بدابته فتسرج, فكان يقرؤه قبل أن يفرغ" يعني القرآن.
54- "ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم" قيل هذا خطاب للمشركين. والمعنى: إن يشأ يوفقكم للإسلام فيرحمكم أو يميتكم عن الشرك فيعذبكم، وقيل هو خطاب للمؤمنين: أي إن يشأ يرحمكم بأن يحفظكم من الكفار أو إن يشأ يعذبكم بتسليطهم عليكم، وقيل إن هذا تفسير للكلمة التي هي أحسن "وما أرسلناك عليهم وكيلاً" أي ما وكلناك في منعهم من الكفر، وقسرهم على الإيمان، وقيل: ما جعلناك كفيلاً لهم تؤخذ بهم، ومنه قول الشاعر:
ذكرت أبا أروى فبت كأنني برد الأمور الماضيات وكيل
أي كفيل.
54 - "ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم " ، يوفقكم فتؤمنوا ، " أو إن يشأ يعذبكم " ، يميتكم على الشرك فتعذبوا ، قاله ابن جريج .
وقال الكلبي : إن يشأ يرحمكم فينجيكم من أهل مكة ، وإن يشأ يعذبكم فيسلطهم عليكم .
"وما أرسلناك عليهم وكيلاً " حفيظاً وكفيلاً . قيل : نسختها آية القتال .
54." ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم "تفسير لـ"التي هي أحسن"وما بينهما اعتراض أي قولوا لهم هذه الكلمة ونحوها ولا تصرحوا بأنهم من أهل النار . فإنه يهيجهم على الشر مع أن ختام أمرهم غيب لا يعلمه إلا الله "وما أرسلناك عليهم وكيلاً"موكولاً إليك أمرهم تقسرهم على الإيمان وإنما أرسلناك مبشراً ونذيراً فدارهم ومر أصحابك بالاحتمال منهم . وروي أن المشركين أفرطوا في إيذائهم فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت . وقيل شتم عمر رضي الله تعالى عنه رجل منهم فهم به فأمره الله بالعفو.
54. Your Lord is best aware of you. If He will, He will have mercy on you, or if He will, He will punish you. We have not sent thee (O Muhammad) as a warden over them.
54 - It is your Lord that knoweth you best: if he please, he granteth you mercy, or if he please, punishment: we have not sent thee to be a disposer of their affairs for them.