55 - (ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله) بالبعث والجزاء (حق) ثابت (ولكن أكثرهم) أي الناس (لا يعلمون) ذلك
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ألا إن كل ما في السموات وكل ما في الأرض من شيء، لله ملك، لا شيء فيه لأحد سواه. يقول: فليس لهذا الكافر بالله يومئذ شيء يملكه فيفتدي به من عذاب ربه، وإنما الأشياء كلها للذي إليه عقابه. ولو كانت له الأشياء التي هي في الأرض، ثم افتدى بها، لم يقبل منه بدلاً من عذابه، فيصرف بها عنه العذاب، فكيف وهو لا شيء له يفتدي به منه، وقد حق عليه عذاب الله؟ يقول الله جل ثناؤه: " ألا إن وعد الله حق "، يعني أن عذابه الذي أوعد هؤلاء المشركين على كفرهم، حق، فلا عليهم أن لا يستعجلوا به، فإنه بهم واقع لا شك، " ولكن أكثرهم لا يعلمون "، يقول: ولكن أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون حقيقة وقوع ذلك بهم، فهم من أجل جهلهم به مكذبون.
ألا كلمة تنبيه للسامع تزاد في أول الكلام، أي انتبهوا لما أقول لكم: "إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق"، "له ملك السماوات والأرض" فلا مانع يمنعه من إنقاذ ما وعده. "ولكن أكثرهم لا يعلمون" ذلك.
يخبر تعالى أنه مالك السموات والأرض وأن وعده حق كائن لا محالة وأنه يحيي ويميت وإليه مرجعهم, وأنه القادر على ذلك العليم بما تفرق من الأجسام وتمزق في سائر أقطار الأرض والبحار والقفار.
وجملة 55- "ألا إن لله ما في السموات والأرض" مسوقة لتقرير كمال قدرته لأن من ملك ما في السموات والأرض تصرف به كيف يشاء، وغلب غير العقلاء لكونهم أكثر المخلوقات. قيل: لما ذكر سبحانه افتداء الكفار بما في الأرض لو كان لهم ذلك بين أن الأشياء كلها لله، وليس لهم شيء يتمكنون من الافتداء به، وقيل: لما أقسم على حقية ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يصحب ذلك بدليل البرهان البين بأن ما في العالم على اختلاف أنواعه ملكه يتصرف به كيف يشاء، وفي تصدير الجملة بحرف التنبيه تنبيه للغافلين، وإيقاظ للذاهلين، ثم أكد ما سبق بقوله: "ألا إن وعد الله حق" أي كائن لا محالة، وهو عام يندرج فيه ما استعجلوه من العذاب اندراجاً أولياً، وتصدير الجملة بحرف التنبيه كما قلنا في التي قبلها مع الدلالة على تحقق مضمون الجملتين "ولكن أكثر الناس" أي الكفار "لا يعلمون" ما فيه صلاحهم فيعملون به، وما فيه فسادهم فيجتنبونه.
55-" ألا إن لله ما في السموات والأرض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون ".
55."ألا إن لله ما في السموات والأرض"تقرير لقدرته تعالى على الإثابة والعقاب. "ألا إن وعد الله حق"ما وعده من الثواب والعقاب كائن لا خلف فيه ."ولكن أكثرهم لا يعلمون"لأنهم لا يعلمون لقصور عقولهم إلا ظاهراً من الحياة الدنيا.
55. Lo! verily all that is in the heavens and the earth is Allah's. Lo! verity Allah's promise is true. But most of them know not.
55 - Is it not (the case) that to God belongeth whatever is in the heavens and on earth? is it not (the case) that God's promise is assuredly true? yet most of them understand not.