60 - (وكأين) كم (من دابة لا تحمل رزقها) لضعفها (الله يرزقها وإياكم) أيها المهاجرون وإن لم يكن معكم زاد ولا نفقة (وهو السميع) لأقوالكم (العليم) بضمائركم
قوله تعالى وكأين من دابة الآية أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي وابن عساكر بسند ضعيف عن ابن عمير قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان المدينة فجعل يلتقط من التمر ويأكل فقال لي يا ابن عمر ما لك لا تأكل قلت لا أشتهيه قال لكنني أشتهيه وهذه صبح رابعة منذ لم أذق طعاما ولم أجده ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا ابن عمر إذا لقيت قوما يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين قال فوالله ما برحنا ولا برمنا حتى نزلت وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لم يأمرني بكنز الدنيا ولا باتباع الشهوات ألا وإني لا أكثر دينارا ولا درهما ولا أخبأ رزقا لغد
يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: هاجروا وجاهدوا في الله أيها المؤمنون أعداءه، ولا تخافوا عيلة ولا إقتاراً، فكم من دابة ذات حاجة إلى غذاء ومطعم ومشرب لا تحمل رزقها، يعني غذاءها لا تحمله، فترفعه في يومها لغدها لعجزها عن ذلك " الله يرزقها وإياكم " يوماً بيوم " وهو السميع " لأقوالكم نخشى بفراقنا أوطاننا العيلة " العليم " ما في أنفسكم، وما إليه صائر أمركم، وأمر عدوكم من إذلال الله إياهم، ونصرتكم عليهم، وغير ذلك من أموركم، لا يخفى عليه شيء من أمور خلقه.
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل:
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله " وكأين من دابة لا تحمل رزقها " قال: الطير والبهائم لا تحمل الرزق.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عمران، عن أبي مجلز في هذه الآية " وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم " قال: من الدواب ما لا يستطيع أن يدخر لغد، يوفق لرزقه كل يوم حتى يموت.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن علي بن الأقمر " وكأين من دابة لا تحمل رزقها " قال: لا تدخر شيئاً لغد.
قوله تعالى : " وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم " أسند الواحدي "عن يزيد بن هارون ، قال : حدثنا حجاج بن المنهال عن الزهري _ وهو عبد الرحمن بن عطاء _ عن عطاء عن ابن عمر قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان الأنصار فجعل ليتط من التمر ويأكل فقال : يا بنعمر مالك لا تأكل فقالت : لا أشتهيه يا رسول الله فقال لكني أشتهيه وهذه صبيحة رابعة لم أذق طعاماً ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر فكيف يا بن عمر إذا بقيت في قوم يخبئون رزق سنتهم يضعف اليقين " قال ما برحنا حتى نزلت : " وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم " .
قلت : وهذا ضعيف يضعفه أنه عليه السلام كان يدخر لأهله قوت سنتهم ، اتفق البخاري عليه و مسلم . وكان الصحابة يفعلون ذلك وهن القدوة ، وأهل اليقين والأئمة لمن بعدهم من المتقين المتوكلين . وقد روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمؤمنين بمكة حين أذاهم المشركون : " اخرجوا إلى المدينة وهاجروا ولا تجاوروا الظلمة " قالوا : ليس لنا بها دار ولا عقار ولا من يطعمنا ولا من يسقينا . فنزلت : " وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم " أي ليس بمعها رزقها مدخراً ، وكذلك أنتم يرزقكم الله في دار الهحجرة . وهذا أشبه من القول الأول . وتقدم الكلام في (كأين ) وأن هذه ( أي ) دخلت عليها كاف التشبيه وصار فيها معنى كم . والتقدير عند الخليل و سيبويه كالعدد . أي كشيء كثير من العدد من دابة . قال مجاهد : يعني الير والبهائم تأكل بأفواهها ولا تحمل شيئاً . الحسن : تأكل لوقتها ولا تدخر لعد . وقيل : ( لا تحمل رزقها ) أي لا تقدر على رزقها ( لله يرزقها ) أينما توجهت ( وإياكم ) وقيل : بمعنى الحمالة . وحكى النقاش : أن المراد النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ولا يدخر . قالت : وليس بشء ، لإطلا قوله تعالى : لفظ الدابة ، وليس مستعملاً في العرف إطلا قها على الآ دمي فكيف علىالنبي صلى الله عليه وسلم . وقد مضى هذا في ( النمل ) عند قوله " وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم " [ النمل : 82] قال ابن عباس : الدواب هو كل ما دب من الحيوان ، فكله لا يحمل رزقه ولا يدخر إلا ابن آدم والنمل والفأر . وعن بعضهم رأيت البلبل يحتكر في محضنه . ويقال للعقعق مخبئ إلا أنه ينساها . " الله يرزقها وإياكم " يسي بين الحريض والمتوكل في رزقه ، وبين الراغب والقانع ، وبين الحيول والعاجز حتى لا يعتر الجلد أنه مرزوق بجلده ، ولا يتصور العاجز أنه ممنوع بعجزه .وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا " " وهو السميع " لدعائكم وقولكم لا نجد مما ننفق بالمدينة العليم بما في قوبكم . .
هذا أمر من الله تعالى المؤمنين بالهجرة من البلد الذي لا يقدرون فيه على إقامة الدين إلى أرض الله الواسعة حيث يمكن إقامة الدين, بأن يوحدوا الله ويعبدوه كما أمرهم, ولهذا قال تعالى: "يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون" قال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن عبد ربه , حدثنا بقية بن الوليد , حدثني جبير بن عمرو القرشي , حدثني أبو سعد الأنصاري عن أبي يحيى مولى الزبير بن العوام عن الزبير بن العوام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البلاد بلاد الله, والعباد عباد الله, فحيثما أصبت خيراً فأقم" ولهذا لما ضاق على المستضعفين بمكة مقامهم بها, خرجوا مهاجرين إلى أرض الحبشة ليأمنوا على دينهم هناك, فوجدوا خير المنزلين هناك: أصحمة النجاشي ملك الحبشة رحمه الله تعالى, فآواهم وأيدهم بنصره, وجعلهم سيوماً ببلاده, ثم بعد ذلك هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الباقون إلى المدينة النبوية يثرب المطهرة.
ثم قال تعالى: "كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون" أي أينما كنتم يدرككم الموت, فكونوا في طاعة الله وحيث أمركم الله, فهو خير لكم, فإن الموت لا بد منه ولا محيد عنه, ثم إلى الله المرجع والمآب, فمن كان مطيعاً له جازاه أفضل الجزاء, ووافاه أتم الثواب ولهذا قال تعالى: "والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفاً تجري من تحتها الأنهار" أي لنسكننهم منازل عالية في الجنة تجري من تحتها الأنهار على اختلاف أصنافها من ماء وخمر وعسل ولبن, يصرفونها ويجرونها حيث شاؤوا "خالدين فيها" أي ماكثين فيها أبداً لا يبغون عنها حولا "نعم أجر العاملين" نعمت هذه الغرف أجراً على أعمال المؤمنين "الذين صبروا" أي على دينهم. وهاجروا إلى الله ونابذوا الأعداء, وفارقوا الأهل والأقرباء ابتغاء وجه الله ورجاء ما عنده وتصديق موعده.
وقال ابن أبي حاتم رحمه الله: حدثنا أبي , أخبرنا صفوان المؤذن , أخبرنا الوليد بن مسلم , أخبرنا معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام عن جده أبي سلام الأسود , حدثني أبو معاوية الأشعري أن أبا مالك الأشعري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم, حدثه أن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها, وباطنها من ظاهرها, أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام, وأطاب الكلام, وتابع الصلاة والصيام, وقام بالليل والناس نيام "وعلى ربهم يتوكلون" في أحوالهم كلها في دينهم ودنياهم ثم أخبرهم تعالى أن الرزق لا يختص ببقعة, بل رزقه تعالى عام لخلقه حيث كانوا وأين كانوا, بل كانت أرزاق المهاجرين حيث هاجروا أكثر وأوسع وأطيب, فإنهم بعد قليل صاروا حكام البلاد في سائر الأقطار والأمصار, ولهذا قال تعالى: "وكأين من دابة لا تحمل رزقها" أي لا تطيق جمعه وتحصيله ولا تدخر شيئاً لغد "الله يرزقها وإياكم" أي الله يقيض لها رزقها على ضعفها وييسره عليها, فيبعث إلى كل مخلوق من الرزق ما يصلحه حتى الذر في قرار الأرض, والطير في الهواء والحيتان في الماء. قال تعالى: "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين".
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي , حدثنا يزيد يعني ابن هارون , حدثنا الجراح بن منهال الجزري ـ هو أبو العطوف ـ عن الزهري عن رجل عن ابن عمر قال: " خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان المدينة, فجعل يلتقط من التمر ويأكل, فقال لي: يا ابن عمر ما لك لا تأكل ؟ قال: قلت لا أشتهيه يا رسول الله, قال لكني أشتهيه, وهذا صبح رابعة منذ لم أذق طعاماً ولم أجده, ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبئون رزق سنتهم بضعف اليقين ؟ قال: فوالله ما برحنا ولا رمنا حتى نزلت "وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل لم يأمرني بكنز الدنيا, ولا باتباع الشهوات, فمن كنز دنياه يريد بها حياة باقية, فإن الحياة بيد الله, ألا وإني لا أكنز ديناراً ولا درهماً ولا أخبأ رزقاً لغد" هذا حديث غريب, وأبو العطوف الجزري ضعيف, وقد ذكروا أن الغراب إذا فقس عن فراخه البيض خرجوا وهم بيض, فإذا رآهم أبواهم كذلك نفرا عنهم أياماً حتى يسود الريش, فيظل الفرخ فاتحاً فاه يتفقد أبويه فيقيض الله تعالى طيراً صغاراً كالبرغش, فيغشاه فيتقوت به تلك الأيام حتى يسود ريشه, والأبوان يتفقدانه كل وقت, فكلما رأوه أبيض الريش نفرا عنه, فإذا رأوه قد اسود ريشه عطفا عليه بالحضانة والرزق, ولهذا قال الشاعر:
يا رازق النعاب في عشه وجابر العظم الكسير المهيض
وقد قال الشافعي في جملة كلام له في الأوامر كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "سافروا تصحوا وترزقوا" قال البيهقي : أخبرنا إملاء أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان , أخبرنا أحمد بن عبيد , أخبرنا محمد بن غالب , حدثني محمد بن سنان , أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن رداد شيخ من أهل المدينة, حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سافروا تصحوا وتغنموا" قال: ورويناه عن ابن عباس : وقال الإمام أحمد : حدثنا قتيبة , أخبرنا ابن لهيعة عن دراج عن عبد الرحمن بن حجيرة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سافروا تربحوا وصوموا تصحوا, واغزوا تغنموا" وقد ورد مثل حديث ابن عمر عن ابن عباس مرفوعاً, وعن معاذ بن جبل موقوفاً, وفي لفظ "سافروا مع ذوي الجد والميسرة" قال: ورويناه عن ابن عباس : وقوله: "وهو السميع العليم" أي السميع لأقوال عباده العليم بحركاتهم وسكناتهم.
ثم ذكر سبحانه ما يعين على الصبر والتوكل، وهو النظر في حال الدواب فقال: 60- "وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم" قد تقدم الكلام في كأين، وأن أصلها أي دخلت عليها كاف التشبيه وصار فيها معنى كم كما صرح به الخليل وسيبويه، وتقدريها عندهما كشيء كثير من العدد من دابة. وقيل المعنى: وكم من دابة. ومعنى "لا تحمل رزقها" لا تطيق حمل رزقها لضعفها ولا تدخره، وإنما يرزقها الله من فضله ويرزقكم فكيف لا يتوكلون على الله مع قوتهم وقدرتهم على أسباب العيش كتوكلها على الله مع ضعفها وعجزها. قال الحسن: تأكل لوقتها، لا تدخر شيئاً. قال مجاهد: يعني الطير والبهائم تأكل بأفواهها ولا تحمل شيئاً "وهو السميع" الذي يسمع كل مسموع "العليم" بكل معلوم.
60- "وكأين من دابة لا تحمل رزقها"، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمؤمنين الذين كانوا بمكة وقد آذاهم المشركون: هاجروا إلى المدينة فقالوا: كيف نخرج إلى المدينة وليس لنا بها دار ولا مال، فمن يطعمنا بها ويسقينا؟ فأنزل الله: "وكأين من دابة" ذات حاجة إلى غذاء، "لا تحمل رزقها"، أي: لا ترفع رزقها معها ولا تدخر شيئاً لغد مثل البهائم والطير، "الله يرزقها وإياكم"، حيث كنتم، "وهو السميع العليم"، السميع لأقوالكم: لا نجد ما ننفق بالمدينة، العليم بما في قلوبكم.
وقال سفيان عن علي بن الأقمر: وكأين من دابة لا تحمل رزقها، قال: لا تدخر شيئاً لغد.
قال سفيان: ليس شيء من خلق الله يخبا إلا الإنسان والفأرة والنملة.
أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي، أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد الثقفي، أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الدقاق، أخبرنا محمد بن عبد العزيز، أخبرنا إسماعيل بن زرارة الرقي، أخبرنا أبو العطوف الجراح بن منهال، عن الزهري، عن عطاء بن أبي/ رياح، "عن ابن عمر قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطاً من حوائط الأنصار، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقط الرطب بيده ويأكل، فقال: كل يا ابن عمر، قلت: لا أشتهيها يا رسول الله، قال: لكني أشتهيه، وهذه صبح رابعة منذ لم أطعم طعاماً ولم أجده، فقلت إنا لله، الله المستعان، قال: يا بن عمر لو سألت ربي لأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر أضعافاً مضاعفة، ولكن أجوع يوماً وأشبع يوماً فكيف بك يا بن عمر إذا عمرت وبقيت في حثالة من الناس يخبئون رزق سنة ويضعف اليقين، فنزلت: "وكأين من دابة لا تحمل رزقها" الآية".
أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أبو محمد الحسين بن أحمد المخلدي، أخبرنا أبو العباس السراج، أخبرنا قتيبة بن سعيد، أخبرنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، "عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان لا يدخر شيئاً لغد".
وروينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً".
أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك المظفري، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الفضل الفقيه، أخبرنا أبو نصر بن حمدويه المطوعي، أخبرنا أبو الموجه محمد بن عروة، أخبرنا عبدان، عن أبي حمزة، عن إسماعيل هو ابن أبي خالد، عن رجلين أحدهما زبيد اليامي، عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أيها الناس ليس من شيء يقربكم إلى الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد أمرتكم به، وليس شيء يقربكم إلى النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد نهيتكم عنه، وإن الروح الأمين قد نفث في روعي أنه ليس من نفس تموت حتى تستوفي رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته" وقال هشيم عن إسماعيل عن زبيد عمن أخبره عن ابن مسعود.
60ـ " وكأين من دابة لا تحمل رزقها " لا تطيق حمله لضعفها أو لا تدخره ، وإنما تصبح ولا معيشة عندها . " الله يرزقها وإياكم " ثم إنها مع ضعفها وتوكلها وإياكم مع قوتكم واجتهادكم سواء في أنه لا يرزقها وإياكم إلا الله ، لأن رزق الكل بأسباب هو المسبب لها وحده فلا تخافوا على معاشكم بالهجرة ، فإنهم لما أمروا بالهجرة قال بعضهم كيف نقدم بلدة ليس لنا فيها معيشة فنزلت . " وهو السميع " لقولكم هذا . " العليم " بضميركم .
60. And how many an animal there is that beareth not its own provision! Allah provideth for it and for you. He is the Hearer, the Knower.
60 - How many are the creatures that carry not their own sustenance? It is God who feeds (both) then and you: for He hears and knows (All things).