63 - (أم من يهديكم) يرشدكم إلى مقاصدكم (في ظلمات البر والبحر) بالنجوم ليلا وبعلامات الأرض نهارا (ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته) قدام المطر (أإله مع الله تعالى الله عما يشركون) به غيره
يقول تعالى ذكره: أم ما تشركون بالله خير، أم الذي يهديكم في ظلمات البر والبحر إذا ضللتم فيهما الطريق، فأظلمت عليكم السبل فيهما.
كما حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قوله " أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر " والظلمات في البرن ضلاله الطريق، والبحر، ضلاله طريقه وموجه وما يكون فيه. قوله ( ومن يرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته) يقول: والذي يرسل الرياح نشراً لموتان الأرض بين يدي رحمته، يعني: قدام الغيث الذي يحيي موات الأرض. وقوله " أإله مع الله تعالى الله عما يشركون " يقول تعالى ذكره: أءله مع الله سوى الله يفعل بكم شيئاً من ذلك فتعبدوه من دونه، أو تشركوه في عبادتكم إياه " تعالى الله " يقول: لله العلو والرفعة عن شرككم الذي تشركون به، وعبادتكم معه ما تعبدون.
قوله تعالى : " أمن يهديكم " أي يرشدكم الطريق " في ظلمات البر والبحر " إذا سافرتم إلى البلاد التي تتوجهون إليها بالليل والنهار . وقيل : وجعل مفاوز البر التي لا أعلام لها ، ولجج البحار كأنها ظلمات ، لأنه ليس لها علم يهتدى به . ومن يرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته أي قدام المطر باتفاق أهل التأويل . " مع الله بل " يفعل ذلك ويعينه عليه " الله عما يشركون " من دونه .
يقول تعالى: "أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر" أي بما خلق من الدلائل السماوية والأرضية كما قال تعالى: "وعلامات وبالنجم هم يهتدون" وقال تعالى: "وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر" الاية "ومن يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته" أي بين يدي السحاب الذي فيه مطر يغيث الله به عباده المجدبين الأزلين القنطين "أإله مع الله ؟ تعالى الله عما يشركون".
63- "أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر" أي يرشدكم في الليالي المظلمات إذا سافرتم في البر أو البحر. وقيل المراد: مفاوز البر التي لا أعلام لها ولجج البحار، وشبهها بالظلمات لعدم ما يهتدون به فيها " ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته " والمراد بالرحمة هنا المطر: أي يرسل الرياح بين يدي المطر، وقبل نزوله " أإله مع الله " يفعل ذلك ويوجده "تعالى الله عما يشركون" أي تنزه وتقدس عن وجود ما يجعلونه شريكاً له.
63- "أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر"،إذا سافرتم "ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته" أي : قدام المطر "أإله مع الله تعالى الله عما يشركون".
63 -" أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر " بالنجوم وعلامات الأرض ، والـ " ظلمات " ظلمات الليالي وإضافتها إلى " البر والبحر " للملابسة ، أو مشتبهات الطرق يقال طريقة ظلماء وعمياء للتي لا منار بها . " ومن يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته " يعني المطر ، ولو صح أن السبب الأكثر في تكون الرياح معاودة الأدخنة الصاعدة من الطبقة الباردة لانكسار حرها وتمويجها الهواء فلا شك أن الأسباب الفاعلية والقابلية لذلك من خلق الله تعالى ، والفاعل للسبب فعل للمسبب . " أإله مع الله " يقدر على مثل ذلك . " فتعالى الله عما يشركون " تعالى الله القادر الخالق عن مشاركة العاجز المخلوق .
63. Is not He (best) Who guideth you in the darkness of the land and the sea, He Who sendeth the winds as heralds of His mercy? Is there any God beside Allah? High exalted be Allah from all that they ascribe as partner (unto Him)!
63 - Or, who guides you through the depths of darkness on land and sea, and who sends the winds as heralds of glad tidings, going before His Mercy? (Can there be another) god besides God? High is God above what they associate with Him!