64 - (إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم) أي قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها
ك أخرج ابن جرير عن قتادة قال قال أبو جهل زعم صاحبكم هذا ان في النار شجرة والنار تأكل الشجر وإنا والله ما نعلم الزقوم إلا التمر والزبد فأنزل الله حين عجبوا ان يكون في النار شجرة إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم الآية وأخرج نحوه عن السدي
حدثنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، قال : قال أبو جهل : لما نزلت "إن شجرة الزقوم" قال : تعرفونها في كلام العرب : أنا آتيكم بها، فدعا جارية فقال : ائتيني بتمر وزبد، فقال : دونكم تزقموا فهذا الزقوم الذي يخوفكم به محمد، فأنزل الله تفسيرها "أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم * إنا جعلناها فتنة للظالمين" قال : لأبي جهل وأصحابه.
حدثني محمد بن عمرو، قان : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد، قوله "إنا جعلناها فتنة للظالمين" قال : قول أبي جهل : إنما الزقوم التمر والزبد أتزقمه.
قوله تعالى : " إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم " أي قعر النار ومنها منشؤها ثم هي متفرعة في جهنم .
يقول الله تعالى أهذا الذي ذكره من نعيم الجنة وما فيها من مآكل ومشارب ومناكح وغير ذلك من الملاذ خير ضيافة وعطاء "أم شجرة الزقوم" أي التي في جهنم وقد يحتمل أن يكون المراد بذلك شجرة واحدة معينة كما قال بعضهم إنها شجرة تمتد فروعها إلى جميع محال جهنم كما أن شجرة طوبى ما من دار في الجنة إلا وفيها منها غصن, وقد يحتمل أن يكون المراد بذلك جنس شجر يقال له الزقوم كقوله تعالى: " وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين " يعني الزيتونة ويؤيد ذلك قوله تعالى: " ثم إنكم أيها الضالون المكذبون * لآكلون من شجر من زقوم " وقوله عز وجل: "إنا جعلناها فتنة للظالمين" قال قتادة ذكرت شجرة الزقوم فافتتن بها أهل الضلالة وقالوا صاحبكم ينبئكم أن في النار شجرة والنار تأكل الشجر فأنزل الله تعالى: "إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم" غذيت من النار ومنها خلقت. وقال مجاهد "إنا جعلناها فتنة للظالمين" قال أبو جهل لعنه الله: إنما الزقوم التمر والزبد أتزقمه. قلت ومعنى الاية إنما أخبرناك يا محمد بشجرة الزقوم اختباراً نختبر به الناس من يصدق منهم ممن يكذب كقوله تبارك وتعالى: "وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً". وقوله تعالى: "إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم" أي أصل منبتها في قرار النار "طلعها كأنه رؤوس الشياطين" تبشيع لها وتكريه لذكرها. قال وهب بن منبه شعور الشياطين قائمة إلى السماء, وإنما شبهها " رؤوس الشياطين " وإن لم تكن معروفة عند المخاطبين لأنه قد استقر في النفوس أن الشياطين قبيحة المنظر, وقيل المراد بذلك ضرب من الحيات رؤوسها بشعة المنظر, وقيل جنس من النبات طلعه في غاية الفحاشة وفي هذين الاحتمالين نظر, وقد ذكرهما ابن جرير والأول أقوى وأولى, والله أعلم. وقوله تعالى: " فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ". ذكر تعالى أنهم يأكلون من هذه الشجرة التي لا أبشع منها ولا أقبح من منظرها مع ما هي عليه من سوء الطعم والريح والطبع فإنهم ليضطرون إلى الأكل منها لأنهم لا يجدون إلا إياها وما هو في معناها كما قال تعالى: "ليس لهم طعام إلا من ضريع * لا يسمن ولا يغني من جوع" وقال ابن أبي حاتم رحمه الله حدثنا أبي حدثنا عمرو بن مرزوق حدثنا شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الاية وقال: "اتقوا الله حق تقاته فلو أن قطرة من الزقوم قطرت في بحار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم فكيف بمن يكون طعامه ؟" ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث شعبة وقال الترمذي حسن صحيح. وقوله تعالى: "ثم إن لهم عليها لشوباً من حميم" قال ابن عباس رضي الله عنهما يعني شرب الحميم على الزقوم, وقال في رواية عنه شوباً من حميم, مزجاً من حميم, وقال غيره يمزج لهم الحميم بصديد وغساق مما يسيل من فروجهم وعيونهم وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا حيوة بن شريح الحضرمي حدثنا بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو وأخبرني عبيد الله بن بسر عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول "يقرب ـ يعني إلى أهل النار ـ ماء فيتكرهه فإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فيه فإذا شربه قطع أمعاءه حتى تخرج من دبره" وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عمرو بن رافع حدثنا يعقوب بن عبد الله عن جعفر وهارون بن عنترة عن سعيد بن جبير قال إذا جاع أهل النار استغاثوا بشجرة الزقوم فأكلوا منها فاختلست جلود وجوههم فلو أن ماراً مر بهم يعرفهم لعرفهم بوجوههم فيها ثم يصب عليهم العطش فيستغيثون فيغاثون بماء كالمهل وهو الذي قد انتهى حره فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حره لحوم وجوههم التي قد سقطت عنها الجلود ويصهر ما في بطونهم فيمشون تسيل أمعاؤهم وتتساقط جلودهم ثم يضربون بمقامع من حديد فيسقط كل عضو على حياله يدعو بالثبور. وقوله عز وجل: "ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم" أي ثم إن مردهم بعد هذا الفصل لإلى نار تتأجج وجحيم تتوقد وسعير تتوهج فتارة في هذا وتارة في هذا كما قال تعالى: "يطوفون بينها وبين حميم آن" هكذا تلا قتادة هذه الاية وهو تفسير حسن قوي, وقال السدي في قراءة عبد الله رضي الله عنه " ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم " وكان عبد الله رضي الله عنه يقول والذي نفسي بيده لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار, ثم قرأ "أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً وأحسن مقيلاً" وروى الثوري عن ميسرة عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال: لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل هؤلاء ويقيل هؤلاء قال سفيان أراه ثم قرأ "أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً وأحسن مقيلاً" ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم قلت على هذا التفسير تكون ثم عاطفة لخبر على خبر. وقوله تعالى: "إنهم ألفوا آباءهم ضالين" أي إنما جازيناهم بذلك لأنهم وجدوا آباءهم على الضلالة فاتبعوهم فيها بمجرد ذلك من غير دليل ولا برهان, ولهذا قال: "فهم على آثارهم يهرعون" قال مجاهد شبيهة بالهرولة, وقال سعيد بن جبير يسفهون.
ثم بين سبحانه أوصاف هذه الشجرة رداً على منكريها فقال: 64- "إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم" أي في قعرها، قال الحسن: أصلها في قعر جهنم وأغصانها ترفع إلى دركاتها.
64. فقال الله تعالى: " إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم "، قعر النار، قال الحسن : أصلها في قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها.
64-" إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم " منبتها في قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها .
64. Lo! it is a tree that springeth in the heart of hell
64 - For it is a tree that springs out of the bottom of Hell fire: