66 - (قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقاً) عهداً (من الله) بأن تحلفوا (لتأتنني به إلا أن يحاط بكم) بأن تموتوا أو تغلبوا فلا تطيقوا الإتيان به فأجابوه إلى ذلك (فلما آتوه موثقهم) بذلك (قال الله على ما نقول) نحن وأنتم (وكيل) شهيد وأرسله معهم
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : قال يعقوب لبنيه : لن أرسل أخاكم معكم إلى ملك مصر ، "حتى تؤتون موثقا من الله" ، يقول : حتى تعطون موثقاً من الله ، بمعنى الميثاق ، وهو ما يوثق به من يمين وعهد ، "لتأتنني به" ، يقول : لتأتنني بأخيكم ، "إلا أن يحاط بكم" ، يقول : إلا أن يحيط بجميعكم ما لا تقدرون معه على أن تأتوني به .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني المثنى قال ، حدثني أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : "فلما آتوه موثقهم" ، قال : عهدهم .
حدثني المثنى قال ،أخبرنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا الحسن بن محمد قال ، حدثنا شبابة قال ، حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : "إلا أن يحاط بكم" ، إلا أن تهلكوا جميعاً .
حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال ،وحدثنا إسحاق قال ، أخبرنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر ، عن قتادة : "إلا أن يحاط بكم" ، قال : إلا أن تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك .
حدثنا ابن حميد قال ،حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قوله : "إلا أن يحاط بكم" ، إلا أن يصيبكم أمر يذهب بكم جميعاً ، فيكون ذلك عذراً لكم عندي .
وقوله : "فلما آتوه موثقهم" ، يقول : فلما أعطوه عهودهم ، "قال" ، يعقوب : "الله على ما نقول" ، أنا وأنتم ، "وكيل" ، يقول : هو شهيد علينا بالوفاء بما نقول جميعاً .
فيه مسألتان:
الأولى: قوله تعالى: " تؤتون " أي تعطوني. " موثقا من الله " قال السدي : حلفوا بالله ليردنه إليه ولا يسلمونه، واللام في " لتأتنني " لام القسم. " إلا أن يحاط بكم " قال مجاهد: إلا أن تهلكوا أو تموتوا. وقال قتادة: إلا أن تغلبوا عليه. قال الزجاج : وهو في موضع نصب. " فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل " أي حافظ للحلف. وقيل: حفيظ للعهد قائم بالتدبير والعدل.
الثانية: هذه الآية أصل في جواز الحمالة بالعين والوثيقة بالنفس، وقد اختلف العلماء في ذلك، فقال مالك وجميع أصحابه وأكثر العلماء: هي جائزة إذا كان المتحمل به مالاً. وقد ضعف الشافعي الحمالة بالوجه في المال، وله قول كقول مالك . وقال عثمان البتي: إذا تكفل بنفس في قصاص أو جراح فإنه إن لم يجيء به لزمه الدية وأرش الجراح، وكانت له في مال الجاني، إذ لا قصاص على الكفيل، فهذه ثلاثة أقوال في الحمالة بالوجه. والصواب تفرقة مالك في ذلك، وأنها تكون في المال، ولا تكون في حد أو تعزيز، على ما يأتيه بيانه.
يقول تعالى: ولما فتح إخوة يوسف متاعهم, وجدوا بضاعتهم ردت إليهم, وهي التي كان أمر يوسف فتيانه بوضعها في رحالهم, فلما وجدوها في متاعهم "قالوا يا أبانا ما نبغي" أي ماذا نريد "هذه بضاعتنا ردت إلينا", كما قال قتادة: ما نبغي وراء هذا, إن بضاعتنا ردت إلينا, وقد أوفى لنا الكيل, "ونمير أهلنا" أي إذا أرسلت أخانا معنا نأتي بالميرة إلى أهلنا, "ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير" وذلك أن يوسف عليه السلام كان يعطي كل رجل حمل بعير, وقال مجاهد: حمل حمار, وقد يسمى في بعض اللغات بعيراً, كذا قال "ذلك كيل يسير" هذا من تمام الكلام وتحسينه, أي إن هذا يسير في مقابلة أخذ أخيهم ما يعدل هذا "قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقاً من الله" أي تحلفون بالعهود والمواثيق "لتأتنني به إلا أن يحاط بكم" إلا أن تغلبوا كلكم ولا تقدرون على تخليصه " فلما آتوه موثقهم " أكده عليهم, فقال: "الله على ما نقول وكيل", قال ابن إسحاق: وإنما فعل ذلك لأنه لم يجد بداً من بعثهم لأجل الميرة التي لا غنى لهم عنها, فبعثه معهم.
لأن جواب يعقوب هو 66- "قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقاً من الله" أي حتى تعطوني ما أثق به وأركن إليه من جهة الله سبحانه، وهو الحلف به، واللام في "لتأتنني به" جواب القسم، لأن معنى "حتى تؤتون موثقاً من الله": حتى تحلفوا بالله لتأتني به: أي لتردن بنيامين إلي، والاستثناء بقوله "إلا أن يحاط بكم" هو من أعم العام، لأن "لتأتنني به" وإن كان كلاماً مثبتاً فهو في معنى النفي ، فكأنه قال: لا تمنعون من إتياني به في حال من الأحوال لعلة من العلل إلا لعلة الإحاطة بكم، والإحاطة مأخوذة من إحاطة العدو، ومن أحاط به العدو فقد غلب أو هلك، فأخذ يعقوب عليهم العهد بأن يأتوه ببنيامين إلا أن تغلبوا عليه أو تهلكوا دونه، فيمون ذلك عذراً لكم عندي " فلما آتوه موثقهم " أي أعطوه ما طلبه منهم من اليمين "قال الله على ما نقول وكيل" أي قال يعقوب: الله على ما قلناه من طلبي الموثق منكم وإعطائكم لي ما طلبته منكم مطلع رقيب لا يخفى عليه منه خافية، فهو المعاقب لمن خاس في عهده وفجر في الحلف به، أو موكول إليه القيام بما شهد عليه منا.
وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: إن إخوة يوسف لما دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون، جاء بصواع الملك الذي كان يشرب فيه، فوضعه على يده فجعل ينقره ويطن. فقال: إن هذا الجام ليخبرني عنكم خبراً، هل كان لكم أخ من أبيكم يقال له يوسف؟ وكان أبوه يحبه دونكم، وإنكم انطلقتم به فألقيتموه في الجب وأخبرتم أباكم أن الذئب أكله، وجئتم على قميصه بدم كذب؟ قال: فجعل بعضهم ينظر إلى بعض ويعجبون. وأخرج أبو الشيخ عن وهيب قال: لما جعل يوسف ينقر الصواع ويخبرهم قام إليه بعض إخوته فقال: أنشدك بالله أن لا تكتشف لنا عورة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: " ائتوني بأخ لكم من أبيكم " قال: يعني بنبامين، وهو أخو يوسف لأبيه وأمه. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: "وأنا خير المنزلين" قال: خير من يضيف بمصرز وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله: " لفتيانه " أي لغلمانه " اجعلوا بضاعتهم " أي أوراقهم. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: "ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا" يقولون ما نبغي وراء هذا "ونزداد كيل بعير" أي حمل بعير. وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد "ونزداد كيل بعير" قال: حمل حمار، قال وهي لغة، قال أبو عبيد: يعني مجاهداً أن الحماريقال له في بعض اللغات بعير. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: "إلا أن يحاط بكم" قال: تهلكوا جميعاً، وفي قوله " فلما آتوه موثقهم " قال: عهدهم. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: "إلا أن يحاط بكم" قال لا تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك.
66-"قال" لهم يعقوب، "لن أرسله معكم حتى تؤتون"، تعطوني "موثقاً"، ميثاقا وعهدا، "من الله"، والعهد الموثق: المؤكد بالقسم. وقيل: هو المؤكد بإشهاد الله على نفسه "لتأتنني به"، وأدخل اللام فيه لأن معنى الكلام اليمين، "إلا أن يحاط بكم"، قال مجاهد إلا أن تهلكوا جميعا.
وقال قتادة: إلا أن تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك.
وفي القصة: أن الأخوة ضاق الأمر عليهم وجهدوا أشد الجهد، فلم يجد يعقوب بدا من إرسال بنيامين معهم.
" فلما آتوه موثقهم "،/ أعطوه عهودهم، "قال"، يعني: يعقوب "الله على ما نقول وكيل"، شاهد. وقيل: حافظ. قال كعب: لما قال يعقوب فالله خير حافظا، قال الله عز وجل: وعزتي لأردن عليك كليهما بعدما توكلت علي.
66."قال لن أرسله معكم"إذ رأيت منكم ما رأيت."حتى تؤتون موثقاً من الله"حتى تعطوني ما أتوثق به من عند الله أي عهداً مؤكداً بذكر الله."لتأتنني به"جواب القسم إذ المعنى حتى تحلفوا بالله لتأتنني به "إلا أن يحاط بكم " إلا أن تغلبوا فلا تطيقوا ذلك أو إلا أن تهلكوا جميعاً وهو استثناء مفرغ من أعم الأحوال والتقدير :لتأتنني به على كل حال إلا حال الإحاطة بكم ، أو من أعم العلل على أن قوله لتأتنني به ، في تأويل النفي أي لا تمتنعون من للإتيان به إلا للإحاطة بكم كقولهم: أقسمت بالله إلا فعلت ، أي ما أطلب إلا فعلك." فلما آتوه موثقهم " عهدهم ."قال الله على ما نقول" من طلب الموثق وإتيانه. " وكيل" رقيب مطلع.
66. He said: I will not send him with you till ye give me an undertaking in the name of Allah that ye will bring him hack to me, unless ye are surrounded. And when they gave him their undertaking he said: Allah is the Warden over what we say.
66 - (Jacob) said: never will I send him with you until ye swear a solemn oath to me, in God's name, that ye will be sure to bring him back to me unless ye are yourself hemmed in (and made powerless). and when they had sworn their solemn oath, he said: over all that we say, be God the witness and guardian