66 - (رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز) الغالب على أمره (الغفار) لأوليائه
وقوله "العزيز الغفار" يصول : العزيز في نقمته من أهل الكفر به ، المدعين معه إلهاً غيره ، الغفار لذنوب من تاب منهم ومن غيرهم من كفره ومعاصيه ، فأناب إلى الإيمان به ، والطاعة له بالانتهاء إلى أمره ونهيه .
" رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار " بالرفع على النعت وإن نصبت الأول نصبته . ويجوز رفع الأول ونصب ما بعده على المدح . < والعزيز > معناه المنيع الذي لا مثل له . < الغفار > الستار لذنوب خلقه .
يقول تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للكفار بالله المشركين به المكذبين لرسوله إنما أنا منذر لست كما تزعمون "وما من إله إلا الله الواحد القهار" أي هو وحده قد قهر كل شيء وغلبه "رب السموات والأرض وما بينهما" أي هو مالك جميع ذلك ومتصرف فيه "العزيز الغفار" أي غفار مع عظمته وعزته "قل هو نبأ عظيم" أي خبر عظيم وشأن بليغ وهو إرسال الله تعالى إياي إليكم "أنتم عنه معرضون" أي غافلون, قال مجاهد وشريح القاضي والسدي في قوله عز وجل: "قل هو نبأ عظيم" يعني القرآن.
وقوله تعالى: " ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون " أي لولا الوحي من أين كنت أدري باختلاف الملأ الأعلى ؟ يعني في شأن آدم عليه الصلاة والسلام وامتناع إبليس من السجود له ومحاجته ربه في تفضيله عليه. فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد حيث قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هشام حدثنا جهضم اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أبي سلام عن أبي سلام عن عبد الرحمن بن عائش عن مالك بن يخامر عن معاذ رضي الله عنه قال: احتبس علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى قرن الشمس فخرج صلى الله عليه وسلم سريعاً فثوب بالصلاة فصلى وتجوز في صلاته فلما سلم قال صلى الله عليه وسلم: "كما أنتم" ثم أقبل إلينا فقال: "إني قمت من الليل فصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استيقظت فإذا أنا بربي عز وجل في أحسن صورة فقال: يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى, قلت لا أدري يا رب ـ أعادها ثلاثاً ـ فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين صدري فتجلى لي كل شيء وعرفت فقال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت: في الكفارات. قال: وما الكفارات ؟ قلت: نقل الأقدام في الجماعات والجلوس في المساجد بعد الصلوات وإسباغ الوضوء عند الكريهات. قال: وما الدرجات ؟ قلت: إطعام الطعام ولين الكلام والصلاة والناس نيام, قال: سل, قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني, وإذا أردت فتنة بقوم فتوفني غير مفتون, وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك ـ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ إنها حق فادرسوها وتعلموها" فهو حديث المنام المشهور, ومن جعله يقظة فقد غلط وهو في السنن من طرق, وهذا الحديث بعينه قد رواه الترمذي من حديث جهضم بن عبد الله اليمامي به, وقال الحسن صحيح وليس هذا الاختصام هو الاختصام المذكور في القرآن فإن هذا قد فسر, وأما الاختصام الذي في القرآن فقد فسر بعد هذا وهو في قوله تعالى:
66- "رب السموات والأرض وما بينهما" من المخلوقات "العزيز" الذي لا يغالبه مغالب "الغفار" لمن أطاعه، وقيل معنى العزيز المنيع الذي لا مثل له، ومعنى الغفار الستار لذنوب خلقه.
66. " رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار ".
66-" رب السموات والأرض وما بينهما " منه خلقها وأليه أمرها . " العزيز " الذي لا يغلب إذا عاقب . " الغفار " الذي يغفر ما يشاء من الذنوب لمن يشاء ، وفي هذه الأوصاف تقرير للتوحيد ووعد ووعيد للموحدين والمشركين ، وتثنية ما يشعر بالوعيد وتقديمه لأن المدعو به هو الإنذار .
66. Lord of the heavens and the earth and all that is between them, the Mighty, the Pardoning.
66 - The Lord of the heavens and the earth, Exalted in Might, able to enforce His Will, Forgiving again and again.