67 - (وقالوا) أي الأتباع منهم (ربنا إنا أطعنا سادتنا) وفي قراءة ساداتنا جمع الجمع (وكبراءنا فأضلونا السبيلا) طريق الهدى
يقول تعالى ذكره: وقال الكافرون يوم القيامة في جهنم: ربنا إنا أطعنا أئمتنا في الضلالة وكبراءنا في الشرك " فأضلونا السبيلا " يقول: فأزالونا عن محجة الحق، وطريق الهدى، والإيمان بك، والإقرار بوحدانيتك، وإخلاص طاعتك في الدنيا.
" وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا "
يقول تعالى مخبراً لرسوله صلوات الله وسلامه عليه أنه لا علم له بالساعة وإن سأله الناس عن ذلك, وأرشده أن يرد علمها إلى الله عز وجل كما قال الله تعالى في سورة الأعراف وهي مكية وهذه مدنية فاستمر الحال في رد علمها إلى الذي يقيمها لكن أخبره أنها قريبة بقوله: "وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً" كما قال تعالى: "اقتربت الساعة وانشق القمر" وقال: "اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون" وقال: "أتى أمر الله فلا تستعجلوه" ثم قال: "إن الله لعن الكافرين" أي أبعدهم من رحمته "وأعد لهم سعيراً" أي في الدار الاخرة "خالدين فيها أبداً" أي ماكثين مستمرين فلا خروج لهم منها ولا زوال لهم عنها "لا يجدون ولياً ولا نصيراً" أي وليس لهم مغيث ولا معين ينقذهم مما هم فيه ثم قال: " يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا " أي يسحبون في النار على وجوههم وتلوى وجوههم على جهنم يقولون وهم كذلك يتمنون أن لو كانوا في الدار الدنيا ممن أطاع الله وأطاع الرسول كما أخبر الله عنهم في حال العرصات بقوله: " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا " وقال تعالى: "ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين" وهكذا أخبر عنهم في حالتهم هذه أنهم يودون أن لو كانوا أطاعوا الله وأطاعوا الرسول في الدنيا "وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا" وقال طاوس , سادتنا يعني الأشراف وكبراءنا يعني العلماء, رواه ابن أبي حاتم أي اتبعنا السادة وهم الأمراء والكبراء من المشيخة وخالفنا الرسل واعتقدنا أن عندهم شيئاً وأنهم على شيء فإذا هم ليسوا على شيء "ربنا آتهم ضعفين من العذاب" أي بكفرهم وإغوائهم إيانا "والعنهم لعناً كبيراً" قرأ بعض القراء بالباء الموحدة, وقرأ آخرون بالثاء المثلثة وهما قريبا المعنى كما في حديث عبد الله بن عمرو أن أبا بكر قال يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: "قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً, ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم" أخرجاه في الصحيحين , يروى كثيراً وكبيراً وكلاهما بمعنى صحيح واستحب بعضهم أن يجمع الداعي بين اللفظين في دعائه وفي ذلك نظر, بل الأولى أن يقول هذا تارة وهذا تارة كما أن القارىء مخير بين القراءتين أيهما قرأ فحسن وليس له الجمع بينهما, والله أعلم.
وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة , حدثنا ضرار بن صرد , حدثنا علي بن هاشم عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه في تسمية من شهد مع علي رضي الله عنه الحجاج بن عمرو بن غزية وهو الذي كان يقول عند اللقاء يامعشر الأنصار أتريدون أن تقولوا لربنا إذا لقيناه "ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا* ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً " .
67- "وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا" هذه الجملة معطوفة على الجملة الأولى، والمراد بالسادة والكبراء هم الرؤساء والقادة الذين كانوا يمتثلون أمرهم في الدنيا ويقتدون بهم، وفي هذا زجر عن التقليد شديد وكم في الكتاب العزيز من التنبيه على هذا والتحذير منه والتنفير عنه، ولكن لمن يفهم معنى كلام الله ويقتدي به وينصف من نفسه، لا لمن هو من جنس الأنعام، في سوء الفهم ومزيد البلادة وشدة التعصب. وقرأ الحسن وابن عامر " سادتنا " بكسر التاء جمع سادة فهو جمع الجمع. وقال مقاتل: هم المطعمون في غزوة بدر، والأول أولى، ولا وجه للتخصيص بطائفة معينة "فأضلونا السبيلا" أي عن السبيل بما زينوا لنا من الكفر بالله ورسولهن والسبيل هو التوحيد.
67- "وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا"، قرأ ابن عامر، ويعقوب: سادتنا بكسر التاء والألف قبلها على جمع الجمع، وقرأ الآخرون بفتح التاء بلا ألف قبلها، "وكبراءنا فأضلونا السبيلا".
67 -" وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا " يعنون قادتهم الذين لقنوهم الكفر ، وقرأ ابن عامر و يعقوب (( ساداتنا )) على جمع الجمع للدلالة على الكثرة . " فأضلونا السبيلا " بما زينوا لنا .
67. And they say: Our Lord! Lo! we obeyed our princes and great men, and they misled us from the Way.
67 - And they would say: our Lord We obeyed our chiefs and our great ones, and they misled us as to the (right) path.