68 - (قال) لوط (إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون)
قوله تعالى : "قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون" .
" قال إن هؤلاء ضيفي " أي أضيافي. " فلا تفضحون " أي تخجلون.
يخبر تعالى عن مجيء قوم لوط لما علموا بأضيافه وصباحة وجوههم, وأنهم جاءوا مستبشرين بهم فرحين "قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون * واتقوا الله ولا تخزون" وهذا إنما قاله لهم قبل أن يعلم أنهم رسل الله, كما قال في سورة هود, وأما ههنا فتقدم ذكر أنهم رسل الله وعطف بذكر مجيء قومه ومحاجته لهم, ولكن الواو لا تقتضي الترتيب ولا سيما إذا دل دليل على خلافه, فقالوا له مجيبين: " أولم ننهك عن العالمين " أي أو ما نهيناك أن تضيف أحداً ؟ فأرشدهم إلى نسائهم وما خلق لهم ربهم منهن من الفروج المباحة. وقد تقدم إيضاح القول في ذلك بما أغنى عن إعادته. هذا كله وهم غافلون عما يراد بهم وما قد أحاط بهم من البلاء وماذا يصبحهم من العذاب المنتظر. ولهذا قال تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون" أقسم تعالى بحياة نبيه صلوات الله وسلامه عليه, وفي هذا تشريف عظيم ومقام رفيع وجاه عريض. قال عمرو بن مالك البكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس أنه قال: ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفساً أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره, قال الله تعالى: "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون" يقول: وحياتك وعمرك وبقاؤك في الدنيا "إنهم لفي سكرتهم يعمهون" رواه ابن جرير, وقال قتادة: "في سكرتهم" أي في ضلالهم "يعمهون" أي يلعبون, وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "لعمرك" لعيشك "إنهم لفي سكرتهم يعمهون" قال يترددون.
فـ 68- "قال" لهم لوط "إن هؤلاء ضيفي" وحد الضيف لأنه مصدر كما تقدم، والمراد أضيافي، وسماهم ضيفاً لأنه رآهم على هيئة الأضياف، وقومه رأوهم مرداً حسان الوجوه، فلذلك طمعوا فيهم "فلا تفضحون" يقال: فضحه يفضحه فضيحة وفضحاً إذا أظهر من أمره ما يلزمه العار بإظهاره، والمعنى: لا تفضحون عندهم بتعرضكم لهم بالفاحشة فيعلمون أني عاجز عن حماية من نزل بي، أو لا تفضحون بفضيحة ضيفي، فإن من فعل ما يفضح الضيف فقد فعل ما يفضح المضيف.
68-"قال"، لوط لقومه، "إن هؤلاء ضيفي"، وحق على الرجل إكرام ضيفه، "فلا تفضحون" فيهم.
68."قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون" بفضيحة ضيفي فإن من أسيء إلى ضيفه فقد أسيء إليه .
68. He said: Lo! they are my guests. Affront me not!
68 - Lut said: these are my guests: disgrace me not: