69 - (الله يحكم بينكم) أيها المؤمنون والكافرون (يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون) بأن يقول كل من الفريقين خلاف قول الآخر
القول في تأويل قوله تعالى : " الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون " .
" الله يحكم بينكم يوم القيامة " يريد بين النبي صلى الله عليه وسلم وقومه. " فيما كنتم فيه تختلفون " يريد في خلافكم آياتي، فتعرفون حينئذ الحق من الباطل.
مسألة: في هذه الآية أدب حسن علمه الله عباده في الرد على من جادل تعنتاً ومراء ألا يجاب ولا يناظر ويدفع بهذا القول الذي علمه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم. وقد قيل: إن هذه الآية منسوخة بالسيف، يعني السكوت عن مخالفة والاكتفاء بقوله: " الله يحكم بينكم ".
يخبر تعالى أنه جعل لكل قوم منسكاً, قال ابن جرير : يعني لكل أمة نبي منسكاً, قال: وأصل المنسك في كلام العرب هو الموضع الذي يعتاده الإنسان ويتردد إليه إما لخير أو شر, قال: ولهذا سميت مناسك الحج بذلك لترداد الناس إليها وعكوفهم عليها, فإن كان كما قال من أن المراد لكل أمة نبي جعلنا منسكاً, فيكون المراد بقوله فلا ينازعنك في الأمر أي هؤلاء المشركين, وإن كان المراد لكل أمة جعلنا منسكاً جعلاً قدرياً كما قال: "ولكل وجهة هو موليها" ولهذا قال ههنا: "هم ناسكوه" أي فاعلوه, فالضمير ههنا عائد على هؤلاء الذين لهم مناسك وطرائق, أي هؤلاء إنما يفعلون هذا عن قدر الله وإرادته, فلا تتأثر بمنازعتهم لك ولا يصرفك ذلك عما أنت عليه من الحق, ولهذا قال: "وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم" أي طريق واضح مستقيم موصل إلى المقصود, وهذا كقوله: "ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك".
وقوله: "وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون". كقوله: "وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون". وقوله: "الله أعلم بما تعملون" تهديد شديد ووعيد أكيد, كقوله: "هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيداً بيني وبينكم" ولهذا قال: "الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون" وهذه كقوله تعالى: "فلذلك فادع واستقم كما أمرت و لا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب".الاية.
69- "الله يحكم بينكم" أي بين المسلمين والكافرين "يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون" من أمر الدين فيتبين حينئذ الحق من الباطل، وفي هذه الآية تعليم لهذه الأمة بما ينبغي لهم أن يجيبوا به من أراد الجدال بالباطل، وقيل إنها منسوخة بآية السيف.
69. "الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون "، فتعرفون حينئذ الحق من الباطل. والاختلاف: ذهاب كل واحد من الخصمين إلى خلاف ما ذهب إليه الآخر.
69ـ " الله يحكم بينكم " يفصل بين المؤمنين منكم والكافرين بالثواب والعقاب . " يوم القيامة " كما فصل في الدنيا بالحجج والآيات . " فيما كنتم فيه تختلفون " من أمر الدين .
69. Allah will judge between you on the Day of Resurrection concerning that wherein ye used to differ.
69 - God will judge between you on the day of judgement concerning the matters which ye differ.