7 - (إن الذين لا يرجون لقاءنا) بالبعث (ورضوا بالحياة الدنيا) بدل الآخرة لإنكارهم لها (واطمأنوا بها) سكنوا إليها (والذين هم عن آياتنا) دلائل وحدانيتنا (غافلون) تاركون النظر فيها
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إن الذين لا يخافون لقاءنا يوم القيامة، فهم لذلك مكذبون بالثواب والعقاب، متنافسون في زين الدنيا وزخارفها، راضون بها عوضاً من الآخرة، مطمئنين إليها ساكنين، والذين هم عن آيات الله - وهي أدلته على وحدانيته، وحججه على عباده، في إخلاص العبادة له - " غافلون "، معرضون عنها لاهون، لا يتأملونها تأمل ناصح لنفسه، فيعلموا بها حقيقة ما دلتهم عليه، ويعرفوا بها بطول ما هم عليه مقيمون،
قوله تعالى: "إن الذين لا يرجون لقاءنا" يرجون يخافون، ومنه قول الشاعر:
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عواسل
وقيل يرجون يطمعون، ومنه قول الآخر:
أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والفلاة ورائيا
فالرجاء يكون بمعنى الخوف والطمع، أي لا يخافون عقاباً ولا يرجون ثواباً. وجعل لقاء العذاب والثواب لقاء لله تفخيماً لهما. وقيل: يجري اللقاء على ظاهره، وهو الرؤية، أي لا يطمعون في رؤيتنا. وقال بعض العلماء: لا يقع الرجاء بمعنى الخوف إلا مع الجحد، كقوله تعالى: "ما لكم لا ترجون لله وقارا" [نوح:13]. وقال بعضهم: بل يقع بمعناه في كل موضع دل عليه المعنى.
قوله تعالى: "ورضوا بالحياة الدنيا" أي رضوا بها عوضاً من الآخرة فعملوا لها. "واطمأنوا بها" أي فرحوا بها وسكنوا إليها، وأصل اطمأن طمأن طمأنينة، فقدمت ميمه وزيدت نون وألف وصل، ذكره الغرنوي. "والذين هم عن آياتنا" أي عن أدلتنا "غافلون" لا يعتبرون ولا يتفكرون.
يقول تعالى مخبراً عن حال الأشقياء الذين كفروا بلقاء الله يوم القيامة ولا يرجون في لقائه شيئاً ورضوا بهذه الحياة الدنيا واطمأنت إليها نفوسهم. قال الحسن: والله ما زينوها ولا رفعوها حتى رضوا بها وهم غافلون عن آيات الله الكونية فلا يتفكرون فيها والشرعية فلا يأتمرون بها فإن مأواهم يوم معادهم النار جزاء على ما كانوا يكسبون في دنياهم من الاثام والخطايا والإجرام مع ما هم فيه من الكفر بالله ورسوله واليوم الاخر.
شرع الله سبحانه في شرح أحوال من لا يؤمن بالمعاد، ومن يؤمن به، وقدم الطائفة التي لم تؤمن، لأن الكلام في هذه السورة مع الكفار الذين يعجبون مما لا عجب فيه، ويهملون النظر والتفكر فيما لا ينبغي إهماله مما هو مشاهد لكل حي طوال حياته، فيتسبب عن إهمال النظر، والتفكر الصادق: عدم الإيمان بالمعاد، ومعنى الرجاء هنا الخوف، ومنه قول الشاعر:
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عواسل
وقيل يرجون: يطمعون، ومنه قول الشاعر:
أترجو بني مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والفلاة ورائيا
فالمعنى على الأول لا يخافون عقاباً، وعلى الثاني لا يطمعون في ثواب إذا لم يكن المراد باللقاء حقيقته، فإن كان المراد به حقيقته كان المعنى: لا يخافون رؤيتنا أو لا يطمعون في رؤيتنا، وقيل المراد بالرجاء هنا التوقع فيدخل تحته الخوف والطمع، فيكون المعنى "لا يرجون لقاءنا" لا يتوقعون لقاءنا فهم لا يخافونه ولا يطمعون فيه "ورضوا بالحياة الدنيا" أي رضوا بها عرضاً عن الآخرة، فعملوا لها "واطمأنوا بها" أي سكنت أنفسهم إليها وفرحوا بها "والذين هم عن آياتنا غافلون" لا يعتبرون بها ولا يتفكرون فيها.
7-"إن الذين لا يرجون لقاءنا"، أي: لا يخافون عقابنا ولا يرجون ثوابنا. والرجاء يكون بمعنى الخوف والطمع، "ورضوا بالحياة الدنيا"، فاختاروها وعملوا لها، "واطمأنوا بها": سكنوا إليها. "والذين هم عن آياتنا غافلون"، أي: عن أدلتنا غافلون لا يعتبرون. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: عن آياتنا عن محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن غافلون معرضون.
7."إن الذين لا يرجون لقاءنا"لا يتوقعونه لإنكارهم البعث وذهولهم بالمحسوسات عما وراءها ."ورضوا بالحياة الدنيا"من الآخرة لغفلتهم عنها ." واطمأنوا بها"وسكنوا إليها مقصرين همهم على لذ ائذها وزخارفها، او سكنوا فيها سكون من لا يزعج عنها . "والذين هم عن آياتنا غافلون"لا يتفكرون فيها لانهماكهم فيما يضادها والعطف إما لتغاير الوصفين والتنبيه على أن الوعيد على الجمع بين الذهول عن الآيات رأساً والانهماك في الشهوات بحيث لا تخطر ببالهم أصلاً ، وإما لتغاير الفريقين والمراد بالأولين من أنكر البعث ولم ير إلا الحياة الدنيا وبالآخرين من ألهاه حب العاجل عن التأمل في الآجل والإعداد له.
7. Lo! those who expect not the meeting with Us but desire the life of the world and feel secure therein, and those who are neglectful of Our revelations,
7 - Those who rest not their hope on their meeting with us, but are pleased and satisfied with the life of the present, and those who heed not our signs,