70 - (ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون) تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم أي لا تهتم بمكرهم عليك فإنا ناصروك عليهم
وقوله " ولا تحزن عليهم " يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولا تحزن على إدبار هؤلاء المشركين عنك وتكذيبهم لك " ولا تكن في ضيق مما يمكرون " يقول: ولا يضيق صدرك من مكرهم بك، فإن الله ناصرك عليهم، ومهلكهم قتلاً بالسيف.
قوله تعالى : " ولا تحزن عليهم " أي على كفار مكة إن لم يؤمنوا " ولا تكن في ضيق " في حرج " مما يمكرون " نزلت في المستهزئين الذين اقتسموا عقاب مكة وقد تقدم ذكرهم . وقرئ : ( في ضيق ) بالكسر وقد مضى في آخر ( النحل ) .
يقول تعالى مخبراً عن منكري البعث من المشركين أنهم استبعدوا إعادة الأجساد بعد صيرورتها عظماً ورفاتاً وتراباً, ثم قال: "لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل" أي ما زلنا نسمع بهذا نحن وآباؤنا ولا نرى له حقيقة ولا قوعاً, وقولهم "إن هذا إلا أساطير الأولين" يعنون ما هذا الوعد بإعادة الأبدان "إلا أساطير الأولين" أي أخذه قوم عمن قبلهم من كتب يتلقاه بعض عن بعض وليس له حقيقة, قال الله تعالى مجيباً لهم عما ظنوه من الكفر وعدم المعاد: "قل" يا محمد لهؤلاء "سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين" أي المكذبين بالرسل وبما جاءوهم به من أمر المعاد وغيره كيف حلت بهم نقمة الله وعذابه ونكاله ونجى الله من بينهم رسله الكرام ومن اتبعهم من المؤمنين, فدل ذلك على صدق ما جاءت به الرسل وصحته, ثم قال تعالى مسلياً لنبيه صلى الله عليه وسلم "ولا تحزن عليهم" أي المكذبين بما جئت به ولا تأسف عليهم وتذهب نفسك عليهم حسرات "ولا تكن في ضيق مما يمكرون" أي في كيدك, ورد ما جئت به فإن الله مؤيدك وناصرك ومظهر دينك على من خالفه وعانده في المشارق والمغارب.
70- "ولا تحزن عليهم" لما وقع منهم من الإصرار على الكفر "ولا تكن في ضيق" الضيق: الحرج، يقال ضاق الشيء ضيقاً بالكسر قرئ بهما، وهما لغتان. قال ابن السكيت: يقال في صدر فلان ضيق وضيق وهو ما تضيق عنه الصدور. وقد تقدم تفسير هذه الآية في آخر سورة النحل.
70- "ولا تحزن عليهم"، على تكذيبهم إياك وإعراضهم عنك، "ولا تكن في ضيق مما يمكرون"، نزلت في المستهزئين الذين اقتسموا عقاب مكة.
70 -" ولا تحزن عليهم " على تكذيبهم وإعراضهم . " ولا تكن في ضيق " في حرج صدر ، وقرأ ابن كثير بكسر الضاد وهما لغتان ، وقرئ ضيق أي أمر ضيق . " مما يمكرون " من مكرهم فإن الله يعصمك من الناس .
70. And grieve thou not for them, nor be in distress because of what they plot (against thee).
70 - But grieve not over them, nor distress thyself because of their plots.