70 - (وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى) الدنيا (والآخرة) الجنة (وله الحكم) القضاء النافذ في كل شيء (وإليه ترجعون) بالنشور
وقوله: " وهو الله لا إله إلا هو " يقول تعالى ذكره: وربك يا محمد المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له، ولا معبود تجوز عبادته غيره " له الحمد في الأولى " يعني في الدنيا " والآخرة " وله الحكم يقول: وله القضاء بين خلقه " وإليه ترجعون " يقول: وإليه تردون من بعد مماتكم، فيقضي بينكم بالحق.
قوله تعالى : " وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون " تقدم معناه ، وأنه المنفرد بالوحدانية ، وأن جميع المحامد إنما تجب له ، وأن لا حكم إلا له وإليه المصير .
يخبر تعالى أنه المنفرد بالخلق والاختيار, وأنه ليس له في ذلك منازع ولا معقب, قال تعالى: "وربك يخلق ما يشاء ويختار" أي ما يشاء, فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن, فالأمور كلها خيرها وشرها بيده, ومرجعها إليه, وقوله: "ما كان لهم الخيرة" نفي على أصح القولين, كقوله تعالى: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" وقد اختار ابن جرير أن "ما" ههنا بمعنى الذي تقديره: ويختار الذي لهم فيه خيرة, وقد احتج بهذا المسلك طائفة المعتزلة على وجوب مراعاة الأصلح, والصحيح أنها نافية, كما نقله ابن أبي حاتم عن ابن عباس وغيره أيضاً. فإن المقام في بيان انفراده تعالى بالخلق والتقدير والاختيار, وأنه لا نظير له في ذلك, ولهذا قال "سبحان الله وتعالى عما يشركون" أي من الأصنام والأنداد التي لا تخلق ولا تختار شيئاً.
ثم قال تعالى: "وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون" أي يعلم ما تكن الضمائر, وما تنطوي عليه السرائر, كما يعلم ما تبديه الظواهر من سائر الخلائق "سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار". وقوله "وهو الله لا إله إلا هو" أي هو المنفرد بالإلهية, فلا معبود سواه, كما لا رب يخلق ما يشاء ويختار سواه " له الحمد في الأولى والآخرة " أي في جميع ما يفعله هو المحمود عليه بعدله وحكمته "وله الحكم" أي الذي لا معقب له لقهره وغلبته وحكمته ورحمته "وإليه ترجعون" أي جميعكم يوم القيامة, فيجزي كل عامل بعمله من خير وشر, ولايخفى عليه منهم خافية في سائر الأعمال.
ثم تمدح سبحانه وتعالى بالوحدانية والتفرد باستحقاق الحمد فقال: 70- "وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى" أي الدنيا "والآخرة" أي الدار الآخرة "وله الحكم" يقضي بين عباده بما شاء من غير مشارك "وإليه ترجعون" بالبعث فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، لا ترجعون إلى غيره.
وقد أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: "وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون" قال: قال الله لم نهلك قرية بإيمان، ولكنه أهلك القرى بظلم إذا ظلم أهلها، ولو كانت مكة آمنت لم يهلكوا مع من هلك، ولكنهم كذبوا وظلموا فبذلك هلكوا. وأخرج مسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله عز وجل: يابن آدم مرضت فلم تعدني" الحديث بطوله. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن عبد بن عبيد بن عمير قال يحشر الناس يوم القيامة أجوع ما كانوا وأعطش ما كانوا وأعرى ما كانوا، فمن أطعم لله عز وجل أطعمه الله، ومن كسا لله عز وجل كساه الله، ومن سقى لله عز وجل سقاه الله، ومن كان في رضا الله كان الله على رضاه. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد "فعميت عليهم الأنباء" قال: الحجج "فهم لا يتساءلون" قال: بالأنساب. وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح تعليم الاستخارة وكيفية صلاتها ودعائها فلا نطول بذكره.
70- "وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة"، يحمده أولياؤه في الدنيا، ويحمدونه في الآخرة في الجنة، "وله الحكم"، فصل القضاء بين الخلق. قال ابن عباس رضي الله عنهما: حكم لأهل طاعته بالمغفرة ولأهل معصيته بالشقاء، "وإليه ترجعون".
70 -" وهو الله " المستحق للعبادة . " لا إله إلا هو " لا أحد يستحقها إلا هو . " له الحمد في الأولى والآخرة " لأنه المولى للنعم كلها عاجلها وآجلها يحمده المؤمنون في الآخرة كما حمدوه في الدنيا بقولهم " الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " " الحمد لله الذي صدقنا وعده " ابتهاجاً بفضله والتذاذاً بحمده . " وله الحكم " القضاء النافذ في كل شيء . " وإليه ترجعون " بالنشور .
70. And He is Allah; there is no God save Him. His is all praise in the former and the latter (state), and His is the command, and unto Him ye will be brought back.
70 - And He is God: there is no god but He. to Him be praise, at the first and at the last: For Him is the Command, and to Him shall ye (all) be brought back.