74 - (وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم) تخفيه (وما يعلنون) بألسنتهم
وقوله " وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون " يقول: وإن ربك ليعلم ضمائر صدور خلقه، ومكنون أنفسهم، وخفي أسرارهم، وعلانية أمورهم الظاهرة، لا يخفى عليه شيء من ذلك، وهو محصيها عليهم حتى يجازي جميعهم بالإحسان إحساناً وبالإساءة جزاءها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثني الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج " وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم " قال: السر.
قوله تعالى : " وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم " أي تخفي صدورهم " وما يعلنون " يظهرون من الأمور .وقرأ ابن محيصن و حميد : ( ما تكن ) من كننت الشيء إذا سترته هنا . وفي ( القصص ) تقديره : ما تكن صدورهم عليه ، وكأن الضمير الذي في الصدور كالجسم السائر . ومن قرأ : ( تكن ) فهو المعروف ، يقال : أكنت الشيء إذاغ اخفيته في نفسك .
يقول تعالى مخبراً عن المشركين في سؤالهم عن يوم القيامة واستبعادهم وقوع ذلك " ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين " قال الله تعالى مجيباً لهم: "قل" يا محمد "عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون" قال ابن عباس : أن يكون قرب أو أن يقرب لكم بعض الذي تستعجلون, وهكذا قال مجاهد والضحاك وعطاء الخراساني وقتادة والسدي , وهذا هو المراد بقوله تعالى: "ويقولون متى هو ؟ قل عسى أن يكون قريباً" وقال تعالى: " يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين " وإنما دخلت اللام في قوله: "ردف لكم" لأنه ضمن معنى عجل لكم, كما قال مجاهد في رواية عنه "عسى أن يكون ردف لكم" عجل لكم.
ثم قال الله تعالى: "وإن ربك لذو فضل على الناس" أي في إسباغه نعمه عليهم مع ظلمهم لأنفسهم وهم مع ذلك لا يشكرونه على ذلك إلا القليل منهم "وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون" أي يعلم الضمائر والسرائر كما يعلم الظواهر, "سواء منكم من أسر القول ومن جهر به" "يعلم السر وأخفى" "ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون" ثم أخبر تعالى بأنه عالم غيب السموات والأرض وأنه عالم الغيب والشهادة, وهو ما غاب عن العباد وما شاهدوه, فقال تعالى: "وما من غائبة" قال ابن عباس : يعني وما من شيء "في السماء والأرض إلا في كتاب مبين" وهذه كقوله: "ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير".
فقال: 74- " وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم " أي ما تخفيه. قرأ الجمهور تكن بضم التاء من أكن. وقرأ ابن محيصن وابن السميفع وحميد بفتح التاء وضم الكاف، يقال كننته بمعنى سترته وخفيت أثره "وما يعلنون" وما يظهرون من أقوالهم وأفعالهم.
74- "وإن ربك ليعلم ما تكن"، ما تخفي،"صدورهم وما يعلنون".
74 -" وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم " ما تخفيه وقرئ بفتح التاء من كننت أي سترت . " وما يعلنون " من عداوتك فيجازيهم عليه .
74. Lo! thy Lord knoweth surely all that their bosoms hide, and all that they proclaim.
74 - And verily thy Lord knoweth all that their hearts do hide, as well as all that they reveal.