77 - (فاصبر إن وعد الله) بعذابهم (حق فإما نرينك) فيه إن الشرطية مدغمة وما زائدة تؤكد معنى الشرط أول الفعل والنون تؤكد آخره (بعض الذي نعدهم) به من العذاب في حياتك جواب الشرط محذوف أي فذاك (أو نتوفينك) قبل تعذيبهم (فإلينا يرجعون) فنعذبهم أشد العذاب فالجواب المذكور للمعطوف فقط
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فاصبر يا محمد على ما يجادلك به هؤلاء المشركون في آيات الله التي انزلناها عليك ، وعلى تكذيبهم إياك ، فإن الله منجز لك فيهم ما وعدك من الظفر عليهم ، والعلوعليهم ، واحلال العقاب بهم ، كسنتنا في موسى بن عمران ومن كذبه " فإما نرينك بعض الذي نعدهم " يقول جل ثناؤه : فإما نرينك يا محمد في حياتك بعض الذي نعد هؤلاء المشركين من العذاب والنقمة أن يحل بهم " أو نتوفينك " قبل أن يحل ذلك بهم " فإلينا يرجعون " يقول : فإلينا مصيرك ومصيرهم ، فنحكم عند ذلك بينك وبينهم بالحق بتخليدناهم في النار ، وإكرامناك بجوارنا في جنات النعيم .
قوله تعالى : " فاصبر إن وعد الله حق " هذا تسلية للنبي عليه السلام ، أي إنا لننتقم لك منهم إما في حياتك أو في الآخرة . " فإما نرينك " في موضع جزم بالشرط وما زائدة للتوكيد وكذا النون وزال الجزم وبني الفعل على الفتح . " أو نتوفينك " عطف عليه " فإلينا يرجعون " الجواب .
يقول تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم بالصبر على تكذيب من كذبه من قومه فإن الله تعالى سينجز لك ما وعدك من النصر والظفر على قومك وجعل العاقبة لك ولمن اتبعك في الدنيا والاخرة "فإما نرينك بعض الذي نعدهم" أي في الدنيا وكذلك وقع فإن الله تعالى أقر أعينهم من كبرائهم وعظمائهم أبيدوا في يوم بدر ثم فتح الله عليه مكة وسائر جزيرة العرب في حياته صلى الله عليه وسلم وقوله عز وجل: "أو نتوفينك فإلينا يرجعون" أي فنذيقهم العذاب الشديد في الاخرة, ثم قال تعالى مسلياً له: "ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك" كما قال جل وعلا في سورة النساء سواء أي منهم من أوحينا إليك خبرهم وقصصهم مع قومهم كيف كذبوهم ثم كانت للرسل العاقبة والنصرة "ومنهم من لم نقصص عليك" وهم أكثر ممن ذكر بأضعاف أضعاف كما تقدم التنبيه على ذلك في سورة النساء ولله الحمد والمنة. وقوله تعالى: "وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله" أي ولم يكن لواحد من الرسل أن يأتي قومه بخارق للعادات إلا أن يأذن الله له في ذلك فيدل على صدقه فيما جاءهم به "فإذا جاء أمر الله" وهو عذابه ونكاله المحيط بالمكذبين "قضي بالحق" فينجي المؤمنين, ويهلك الكافرين ولهذا قال عز وجل: "وخسر هنالك المبطلون".
ثم أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بالصبر، فقال: 77- "فاصبر إن وعد الله حق" أي وعده بالانتقام منهم كائن لا محالة، إما في الدنيا أو في الآخرة، ولهذا قال: "فإما نرينك بعض الذي نعدهم" من العذاب في الدنيا بالقتل والأسر والقهر، وما في فإما زائدة على مذهب المبرد والزجاج، والأصل فإن نرك، ولحقت بالفعل نون التأكيد وقوله: "أو نتوفينك" معطوف على نرينك: أي أو نتوفينك قبل إنزال العذاب بهم "فإلينا يرجعون" يوم القيامة فنعذبهم.
77. " فاصبر إن وعد الله "، بنصرك، " حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم "، من العذاب في حياتك، " أو نتوفينك "، قبل أن يحل ذلك بهم، " فإلينا يرجعون ".
77-" فاصبر إن وعد الله " بهلاك الكافرين . " حق " كائن لا محالة . " فإما نرينك " فإن نرك ، وما مزيدة لتأكيد الشرطية ولذلك لحقت النون الفعل ولا تلحق مع أن وحدها . " بعض الذي نعدهم " وهو القتل والأسر . " أو نتوفينك " قبل أن تراه . " فإلينا يرجعون " يوم القيامة فنجازيهم بأعمالهم ، وهو جواب " نتوفينك " ، وجواب " نرينك " محذوف مثل فذاك ، ويجوز أن يكون جواباً لهما بمعنى إن نعذبهم في حياتك أو لم نعذبهم فإنا نعذبهم في الآخرة أشد العذاب ، ويدل على شدته الاقتصار بذكر الرجوع في هذا المعرض .
77. Then have patience (O Muhammad). Lo! the promise of Allah is true. And whether we let thee see a part of that which We promise them, or (whether) We cause thee to die, still unto us they will be brought back.
77 - So persevere in patience; for the Promise of God is true: and whether we show thee (in this life) some part of what We promise them, or We take thy soul (to Our Mercy) (before that), (in any case) it is to us that they shall (all) return.