78 - (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام) تقدم ولفظ اسم زائد
وقوله " تبارك اسم ربك " يقول تعالى ذكره : تبارك ذكر ربك يا محمد " ذي الجلال " يعني ذي العظمة " والإكرام " يعني : ومن له الإكرام من جميع خلقه .
كما حدثنا علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله " ذي الجلال والإكرام " يقول : ذو العظمة والكبرياء .
قوله تعالى " تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام " "تبارك" تفاعل من البركة وقد تقدم . " ذي الجلال" أي العظمة وقد تقدم " والإكرام" وقرأ عامر ذو الجلال بالواو وجعله وصفا للاسم وذلك تقوية لكون الاسم هو المسمى . الباقون " ذي الجلال" جعلوا ذي صفة لـ" ربك" وكأنه يريد به الاسم الذي افتتح به السورة فقال "الرحمن" فافتتح بهذا الاسم فوصف خلق الإنسان والجن وخلق السماوات والأرض وصنعه ، وأنه " كل يوم هو في شأن " ووصف تدبيره فيهم ، ثم وصف يوم القيامة وأهوالها وصفة النار ثم ختمها بصفة الجنان ، ثم قال في آخر السورة " تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام " أي هذا الاسم الذي افتتح به هذه السورة كأنه يعلمهم أن هذا كله خرج لكم من رحمتي فم رحمتي خلقتكم وخلقت لكم السماء والأرض والخلق والخليقة والجنة والنار ، فهذا كله لكم من اسم الرحمن فمدح اسمه ثم قال " ذي الجلال والإكرام " جليل في ذاته ، كريم في أفعاله ، ولم يختلف القراء في إجراء النعت على الوجه بالرفع في أول السورة وهو يدل على أن المراد به وجه الله الذي يلقى المؤمنون عندما ينظرون إليه ، فيستبشرون بحسن الجزاء ، وجميل اللقاء وحسن العطاء والله أعلم .
هاتان الجنتان دون اللتين قبلهما في المرتبة والفضيلة والمنزلة بنص القرآن, قال الله تعالى: "ومن دونهما جنتان" وقد تقدم في الحديث: جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما, فالأوليان للمقربين والأخريان لأصحاب اليمين وقال أبو موسى: جنتان من ذهب للمقربين وجنتان من فضة لأصحاب اليمين وقال ابن عباس "ومن دونهما جنتان" من دونهما في الدرج, وقال ابن زيد: من دونهما في الفضل. والدليل على شرف الأوليين على الأخريين وجوه: (أحدها) أنه نعت الأوليين قبل هاتين والتقدم يدل على الاعتناء ثم قال: "ومن دونهما جنتان" وهذا ظاهر في شرف التقدم وعلوه على الثاني وقال هناك "ذواتا أفنان" وهي الأغصان أو الفنون في الملاذ, وقال ههنا "مدهامتان" أي سوداوان من شدة الري من الماء قال ابن عباس في قوله "مدهامتان" قد اسودتا من الخضرة من شدة الري من الماء, وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج, حدثنا ابن فضيل, حدثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس "مدهامتان" قال: خضراوان. وروي عن أبي أيوب الأنصاري وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن أبي أوفى وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد في إحدى الروايات وعطاء وعطية العوفي والحسن البصري, ويحيى بن رافع وسفيان الثوري نحو ذلك, وقال محمد بن كعب "مدهامتان" ممتلئتان من الخضرة, وقال قتادة: خضراوان من الري ناعمتان ولا شك في نضارة الأغصان على الأشجار المشتبكة بعضها في بعض.
وقال هناك "فيهما عينان تجريان" وقال ههنا "نضاختان" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس, أي فياضتان والجري أقوى من النضخ, وقال الضحاك "نضاختان" أي ممتلئتان ولا تنقطعان وقال هناك "فيهما من كل فاكهة زوجان" وقال ههنا "فيهما فاكهة ونخل ورمان" ولا شك أن الأولى أعم وأكثر في الأفراد والتنويع على فاكهة, وهي نكرة في سياق الإثبات لا تعم, ولهذا فسر قوله: "ونخل ورمان" من باب عطف الخاص على العام كما قرره البخاري وغيره, وإنما أفرد النخل والرمان بالذكر لشرفهما على غيرهما, قال عبد بن حميد: حدثنا يحيى بن عبد الحميد, حدثنا حصين بن عمر, حدثنا مخارق عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب قال: جاء أناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد أفي الجنة فاكهة ؟ قال: "نعم فيها فاكهة ونخل ورمان" قالوا: أفيأكلون كما يأكلون في الدنيا ؟ قال "نعم وأضعاف" قالوا: فيقضون الحوائج ؟ قال "لا ولكنهم يعرقون ويرشحون فيذهب الله ما في بطونهم من أذى" وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا الفضل بن دكين, حدثنا سفيان عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: نخل الجنة سعفها كسوة لأهل الجنة, منها مقطعاتهم ومنها حللهم وكريها ذهب أحمر وجذوعها زمرد أخضر, وثمرها أحلى من العسل وألين من الزبد وليس له عجم, وحدثنا أبي, حدثنا موسى بن إسماعيل, حدثنا حماد هو ابن سلمة عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كالبعير المقتب".
ثم قال: "فيهن خيرات حسان" قيل المراد خيرات كثيرة حسنة في الجنة قاله قتادة, وقيل: خيرات جمع خيرة وهي المرأة الصالحة الحسنة الخلق الحسنة الوجه, قاله الجمهور, وروي مرفوعاً عن أم سلمة, وفي الحديث الاخر الذي سنورده في سورة الواقعة إن شاء الله تعالى أن الحور العين يغنين: نحن الخيرات الحسان خلقنا لأزواج كرام, ولهذا قرأ بعضهم "فيهن خيرات" بالتشديد "حسان * فبأي آلاء ربكما تكذبان" ثم قال: "حور مقصورات في الخيام" وهناك قال: "فيهن قاصرات الطرف" ولا شك أن التي قد قصرت طرفها بنفسها أفضل ممن قصرت وإن كان الجميع مخدرات, قال ابن أبي حاتم: حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي, حدثنا وكيع بن سفيان عن جابر عن القاسم بن أبي بزة عن أبي عبيدة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال: إن لكل مسلم خيرة ولكل خيرة خيمة, ولكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليه كل يوم تحفة وكرامة وهدية, لم تكن قبل ذلك لا مرحات ولا طمحات ولا بخرات ولا ذفرات, حور عين كأنهن بيض مكنون, وقوله تعالى: "في الخيام" قال البخاري: حدثنا محمد بن المثنى, حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد, حدثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل ما يرون الاخرين يطوف عليهم المؤمنون" ورواه أيضاً من حديث أبي عمران به وقال ثلاثون ميلاً, وأخرجه مسلم من حديث أبي عمران به ولفظه "إن للمؤمنين في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة, طولها ستون ميلاً, للمؤمن فيها أهل يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً".
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن أبي الربيع, حدثنا عبد الرزاق, أخبرنا معمر عن قتادة, أخبرني خليد العصري عن أبي الدرداء قال: الخيمة لؤلؤة واحدة فيها سبعون باباً من در, وحدثنا أبي, حدثنا عيسى بن أبي فاطمة, حدثنا جرير عن هشام عن محمد بن المثنى عن ابن عباس في قوله تعالى, "حور مقصورات في الخيام" قال: خيام اللؤلؤ, وفي الجنة خيمة واحدة من لؤلؤة واحدة أربعة فراسخ في أربعة فراسخ عليها أربعة آلاف مصراع من ذهب, وقال عبد الله بن وهب: أخبرنا عمرو أن دراجاً أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم, واثنتان وسبعون زوجة, وتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية وصنعاء" ورواه الترمذي من حديث عمرو بن الحارث به. وقوله تعالى: "لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان" قد تقدم مثله سواء إلا أنه زاد في وصف الأوائل بقوله: "كأنهن الياقوت والمرجان * فبأي آلاء ربكما تكذبان".
وقوله تعالى: "متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: الرفرف المحابس, وكذا قال مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم: هي المحابس, وقال العلاء بن بدر: الرفوف على السرير كهيئة المحابس المتدلي. وقال عاصم الجحدري "متكئين على رفرف خضر" يعني الوسائد وهو قول الحسن البصري في رواية عنه, وقال أبو داود الطيالسي عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: "متكئين على رفرف خضر" قال: الرفرف رياض الجنة, وقوله تعالى: "وعبقري حسان" قال ابن عباس وقتادة والضحاك والسدي: العبقري الزرابي, وقال سعيد بن جبير هي عتاق الزرابي يعني جيادها, وقال مجاهد: العبقري الديباج, وسئل الحسن البصري عن قوله تعالى: "وعبقري حسان" فقال: هي بسط أهل الجنة لا أبا لكم فاطلبوها, وعن الحسن رواية أنها المرافق, وقال زيد بن أسلم: العبقري أحمر وأصفر وأخضر, وسئل العلاء بن زيد عن العبقري فقال: البسط أسفل من ذلك. وقال أبو حزرة يعقوب بن مجاهد: العبقري من ثياب أهل الجنة لا يعرفه أحد, وقال أبو العالية: العبقري الطنافس المخملة إلى الرقة ما هي, وقال القيسي: كل ثوب موشى عند العرب عبقري, وقال أبو عبيدة: هو منسوب إلى أرض يعمل بها الوشي, وقال الخليل بن أحمد: كل شيء نفيس من الرجال وغير ذلك يسمى عند العرب عبقرياً, ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في عمر "فلم أر عبقرياً يفري فريه" وعلى كل تقدير فصفة مرافق أهل الجنتين الأوليين أرفع وأعلى من هذه الصفة فإنه قد قال هناك: "متكئين على فرش بطائنها من إستبرق" فنعت بطائن فرشهم وسكت عن ظهائرها اكتفاء بما مدح به البطائن بطريق الأولى والأحرى وتمام الخاتمة أنه قال بعد الصفات المتقدمة " هل جزاء الإحسان إلا الإحسان " فوصف أهلها بالإحسان, وهو أعلى المراتب والنهايات كما في حديث جبريل لما سأل عن الإسلام ثم الإيمان ثم الإحسان, فهذه وجوه عديدة في تفضيل الجنتين الأوليين على هاتين الأخريين, ونسأل الله الكريم الوهاب أن يجعلنا من أهل الأوليين.
ثم قال: "تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام" أي هو أهل أن يجل فلا يعصى, وأن يكرم فيعبد, ويشكر فلا يكفر, وأن يذكر فلا ينسى, وقال ابن عباس "ذي الجلال والإكرام" ذي العظمة والكبرياء. وقال الإمام أحمد: حدثنا موسى بن داود, حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عمير بن هانىء عن أبي العذراء عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجلوا الله يغفر لكم" وفي الحديث الاخر "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم, وذي السلطان, وحامل القرآن غير المغالي فيه ولا الجافي عنه" وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا أبو يوسف الحربي حدثنا مؤمل بن إسماعيل, حدثنا حماد, حدثنا حميد الطويل عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام" وكذا رواه الترمذي عن محمود بن غيلان عن مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة به, ثم قال غلط المؤمل فيه وهو غريب وليس بمحفوظ, وإنما يروى هذا عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا إبراهيم بن إسحاق, حدثنا عبد الله بن المبارك عن يحيى بن حسان المقدسي عن ربيعة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ألظوا بذي الجلال والإكرام" ورواه النسائي من حديث عبد الله بن المبارك به, وقال الجوهري ألظ فلان بفلان إذا لزمه, وقول ابن مسعود ألظو بياذا الجلال والإكرام أي الزموا, يقال: الإلظاظ هو الإلحاح. (قلت) وكلاهما قريب من الاخر, والله أعلم, وهو المداومة واللزوم والإلحاح. وفي صحيح مسلم والسنن الأربعة من حديث عبد الله بن الحارث عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم لا يقعد يعني بعد الصلاة إلا بقدر ما يقول: "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام".
آخر تفسير سورة الرحمن ولله الحمد والمنة.
78- "تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام" تبارك تفاعل من البركة. قال الرازي: وأصل التبارك من التبرك، وهو الدوام والثبات، ومنه برك البعثر وبركة الماء فإن الماء يكون دائماً، والمعنى: دام اسمه وثبت أو دام الخير عنده، لأن البركة وإن كانت من الثبات لكنها تستعمل في الخير، أو يكون معناه علا وارتفع شأنه. وقيل معناه: تنزيه الله سبحانه وتقديسه، وإذا كان هذا التبارك منسوباً إلى اسمه عز وجل، فلما ظنك بذاته سبحانه؟ وقيل الاسم بمعنى الصفة، وقيل هو مقحم كما في قول الشاعر:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر
وقد تقدم تفسير ذي الجلا والإكرام في هذه السورة. قرأ الجمهور "ذي الجلال" على أنه صفة للرب سبحانه. وقرأ ابن عامر "ذو الجلا" على أنه صفة لاسم.
وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: "ولمن خاف مقام ربه جنتان" قال: وعد الله المؤمني الذي خافوا مقامه فأدوا فرائضه الجنة. وأخرج ابن جرير عنه في الآية يقول: خاف ثم اتقى، والخائف: من ركب طاعة الله وترك معصيته. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عطاء أنها نزلت في أبي بكر. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شوذب مثله. وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود في الآية قال: لمن خافه في الدنيا. وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن منيع والحاكم والترمذي والنسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء "أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية "ولمن خاف مقام ربه جنتان" فقلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. الثانية "ولمن خاف مقام ربه جنتان" فقلت: وإن زنى وإن سرق، فقال الثالثة "ولمن خاف مقام ربه جنتان" فقلت: وإن زنى وإن سرق، قال: نعم وإن رغم أنف أبي الدرداء". وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولمن خاف مقام ربه جنتان" فقال أبو الدرداء: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ قال:
وإن زنى وإن سرق، وإن رغم أنف أبي الدرداء". وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن يسار مولى لآل معاوية عن أبي الدرداء في قوله: "ولمن خاف مقام ربه جنتان" قال: لأبي الدرداء: وإن زنى وإن سرق؟ قال: من خاف مقام ربه لم يزن ولم يسرق. وأخرج ابن مردويه عن ابن شهاب قال: كنت عند هشام بن عبد الملك، فقال: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ""ولمن خاف مقام ربه جنتان" قال أبو هريرة: وإن زنى وإن سرق؟ فقلت: إنما كان ذلك قبل أن تنزل الفرائض، فلما نزلت الفرائض ذهب هذا". وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جنان الفردوس أربع جنات: جنتان من ذهب حليتهما وأبنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة حليتهما وأبنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن" وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي موسى "عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "ولمن خاف مقام ربه جنتان" وفي قوله: "من دونهما جنتان" قال: جنتان من ذهب للمقربين، وجنتان من ورق لأصحاب اليمين". وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي موسى في قوله: "ولمن خاف مقام ربه جنتان" قال: جنتان من ذهب للسابقين، وجنتان من فضة للتابعين. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله "ذواتا أفنان" قال: ذواتا أفنان قال: ذواتا ألوان. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال: فن غصونها يمس بعضها بعضاً. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال: الفن الغصن. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن مسعود في قوله: "متكئين على فرش بطائنها من إستبرق" قال: أخبرتم بالبطائن، فكيف بالظهائر. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس أنه قيل له بطائنها من إستبرق، فما الظواهر؟ قال: ذلك مما قال الله "فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين". وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عنه في قوله: "وجنى الجنتين دان" قال: جناها ثمرها، والداني: القريب منك يناله القائم والقاعد. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في
البعث عنه أيضاً في قوله: "فيهن قاصرات الطرف" يقول: عن غير أزواجهن "لم يطمثهن" يقول: لم يدن منهن أو لم يدمهن. وأخرج أحمد وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم "في قوله: "كأنهن الياقوت والمرجان" قال: تنظر إلى وجهها في خدرها أصفى من المرآة، وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب، وإنه يكون عليها سبعون ثوباً وينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك" وأخرج ابن أبي شيبة وهناد بن السدي والترمذي وابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن المرأة من نساء أهل الجنة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة حتى يرى مخها، وذلك أن الله يقول: كأنهن الياقوت والمرجان، فأما الياقوت فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكاً ثم استصفيته لرأيته من ورائه" وقد رواه الترمذي موقوفاً وقال هو أصح. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب وضعفه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في قوله: "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" قال: ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة". وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، والبغوي في تفسيره، والديلمي في مسند الفردوس، وابن النجار في تاريخه عن أنس مرفوعاً مثله. وأخرج ابن مردويه عن جابر مرفوعاً في الآية قال: "هل جزاء من أنعمنا عليه بالإسلام إلا أن أدخله الجنة". وأخرج ابن النجار في تاريخه عن علي بن أبي طالب مرفوعاً مثل حديث ابن عمر. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" قال: هل جزاء من قال لا إله إلا الله في الدنيا إلا الجنة في الآخرة. وأخرج ابن عدي وأبو الشيخ وابن مردويه والديلمي والبيهقي في الشعب وضعفه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنزل الله علي هذه الآية في سورة الرحمن للكافر والمسلم: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان". وأخرجه ابن مردويه موقوفاً على ابن عباس. وأخرج هناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: "مدهامتان" قال: هما خضراوان. وأخرج ابن أبي حاتم عنه في الآية قال: قد اسودتا من الخضرة من الري من الماء. وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن عبد الله بن الزبير نحوه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله: "مدهامتان" قال: خضراوان. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس "نضاختان" قال: فائضتان. وأخرج عبد بن حميد عنه قال: ينضخان بالماء. وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود في قوله: "خيرات حسان" قال: لكل مسلم خيرة ولكل خيرة خيمة، ولكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليها من الله لك يوم تحفة وكرامة وهدية لم تكن قبل ذلك، لا مراحات ولا طماحات ولا بخرات ولا دفرات، حور عين كأنهن بيض مكنون. وأخرجه ابن مردويه من وجه آخر عنه مرفوعاً. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: "حور" قال: بيض "مقصورات" قال: محبوسات "في الخيام" قال: في بيوت اللؤلؤ. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم قال: الحور سود الحدق. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الخيام در مجوف". وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم "الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً، في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون يطوف عليهم المؤمن". وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: "متكئين على رفرف" قال: فضول المحابس والفرش والبسط. وأخرج عبيد بن حميد عن علي بن أبي طالبقال: هي فضول المحابس. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والبيهقي في البعث من طرق عن ابن عباس "رفرف خضر" قال: المحابس "وعبقري حسان" قال: الزرابي. وأخرج عبد بن حميد عنه في الآية قال: الرفرف الرياض، والعبقري الزرابي.
78. " تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام "، قرأ أهل الشام ((ذو الجلال)) بالواو وكذلك هو في مصاحفهم إجراءً على الاسم.
أخبرنا أبو الحسن علي بن يوسف الجويني ، أخبرنا أبو محمد بن محمد بن علي بن محمد بن شريك الشافعي ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم ، حدثنا أبو بكر الجوربذي ، أخبرنا أحمد بن حرب ، أخبرنا أبو معاوية الضرير عن عاصم عن عبد الله بن الحارث عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة لم يعقد إلا مقدار ما يقول: " اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام ".
78-" تبارك اسم ربك " تعالى اسمه من حيث إنه مطلق على ذاته فما ظنك لذاته ، وقيل الاسم بمعنى الصفة أو مقحم كما في قوله:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
" ذي الجلال والإكرام " وقرأ ابن عامر بالرفع صفة للاسم .
عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الرحمن أدى شكر ما أنعم الله تعالى عليه " .
78. Blessed be the of thy Lord, Mighty and Glorious!
78 - Blessed be the name of thy Lord, Full of Majesty, Bounty and Honour.