84 - (فما أغنى) دفع (عنهم) العذاب (ما كانوا يكسبون) من بناء الحصون وجمع الأموال
يقول تعالى ذكره : وكان أصحاب الحجر ، وهم ثمود قوم صالح ، "ينحتون من الجبال بيوتا آمنين" ، من عذاب الله ، وقيل : آمنين من الخراب أن تخرب بيوتهم التي نحتوها من الجبال . وقيل : آمنين من الموت . وقوله : "فأخذتهم الصيحة مصبحين" يقول : فأخذتهم صيحة الهلاك حين أصبحوا من اليوم الرابع من اليوم الذي وعدوا العذاب ، وقيل لهم : تمتعوا في داركم ثلاثة أيام . وقوله : "فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون" يقول : فما دفع عنهم عذاب الله ما كانوا يجترحون من الأعمال الخبيثة قبل ذلك .
" فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون " من الأموال والحصون في الجبال، ولا ما أعطوه من القوة.
أصحاب الحجر هم ثمود الذين كذبوا صالحاً نبيهم عليهم السلام, ومن كذب برسول فقد كذب بجميع المرسلين, ولهذا أطلق عليهم تكذيب المرسلين, وذكر تعالى أنه أتاهم من الايات ما يدلهم على صدق ما جاءهم به صالح كالناقة التي أخرجها الله لهم بدعاء صالح من صخرة صماء, وكانت تسرح في بلادهم لها شرب ولهم شرب يوم معلوم, فلما عتوا وعقروها قال لهم "تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب" وقال تعالى: "وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى" وذكر تعالى أنهم "كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً آمنين" أي من غير خوف ولا احتياج إليها بل أشراً وبطراً وعبثاً كما هو المشاهد من صنيعهم في بيوتهم بوادي الحجر الذي مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ذاهب إلى تبوك, فقنع رأسه وأسرع دابته, وقال لأصحابه: "لا تدخلوا بيوت القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين, فإن لم تبكوا فتباكوا خشية أن يصيبكم ما أصابهم". وقوله: "فأخذتهم الصيحة مصبحين" أي وقت الصباح من اليوم الرابع " فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون" أي ما كانوا يستغلونه من زروعهم وثمارهم التي ضنوا بمائها عن الناقة حتى عقروها لئلا تضيق عليهم في المياه, فما دفعت عنهم تلك الأموال ولا نفعتهم لما جاء أمر ربك.
84- "فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون" أي لم يدفع عنهم شيئاً من عذاب الله ما كانوا يكسبون من الأموال والحصون في الجبال.
84-"فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون"، من الشرك والأعمال الخبيثة.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة، أنبأنا محمد بن أحمد بن الحارث، أخبرنا محمد بن يعقوب الكسائي، حدثنا عبد الله بن محمود، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله الخلال، حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر، عن الزهري، أخبرنا سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما مر بالحجر قال: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل ما أصابهم، قال: وتقنع بردائه وهو على الرحل".
وقال عبد الرزاق عن معمر: ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى اجتاز الوادي.
84."فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون" من بناء البيوت الوثيقة واستكثار الأموال والعدد.
84. And that which they were wont to count as gain availed them not.
84 - And of no avail to them was all that they did (with such art and care)