87 - (ترجعونها) تردون الروح إلى الجسد بعد بلوغ الحلقوم (إن كنتم صادقين) فيما زعمتم فلولا الثانية تأكيد للاولى وإذا ظرف لترجعون المتعلق به والشرطان والمعنى هلا ترجعونها إن نفيتم البعث صادقين في نفيه أي لينتفي من محلها الموت كالبعث
وقوله " ترجعونها إن كنتم صادقين " يقول : تردون تلك النفوس من بعد مصيرها إلى الحلاقيم إلى مستقرها من الأجساد إن كنتم صادقين إن كنتم تمتنعون من الموت والحساب والمجازاة وجواب قوله " فلولا إذا بلغت الحلقوم " وجواب قوله " فلولا إن كنتم غير مدينين " جواب واحد وهو قوله " ترجعونها " وذلك نحو قوله " فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم " ( البقرة : 38 ) جعل جواب الجزاءين جوابا واحدا .
وبنحو الذي قلنا في قوله " ترجعونها " قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله " ترجعونها " قال لتلك النفس " إن كنتم صادقين " .
" ترجعونها " ترجعون الروح إلى الجسد . " إن كنتم صادقين " أي ولن ترجعوها فبطل زعمكم أنكم غير مملوكين ولا محاسبين . و" ترجعونها " جواب لقوله تعالى : " فلولا إذا بلغت الحلقوم " ولقوله : " فلولا إن كنتم غير مدينين " أجيبا بجواب واحد ، قاله الفراء . وربما أعادت العرب الحرفين ومعناهما واحد ، ومنه قوله تعالى : " فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون " أجيبا بجواب واحد وهما شرطان . وقيل : حذف أحدهما لدلالة الآخر عليه . وقيل : فيها تقديم وتأخير ، مجازها : فلولا وهلا إن كنتم غير مدينين ترجعونها ، تردون نفس هذا الميت إلى جسده إذا بلغت الحلقوم .
يقول تعالى: "فلولا إذا بلغت" أي الروح "الحلقوم" أي الحلق وذلك حين الاحتضار, كما قال تعالى: " كلا إذا بلغت التراقي * وقيل من راق * وظن أنه الفراق * والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق " ولهذا قال ههنا: "وأنتم حينئذ تنظرون" أي إلى المحتضر وما يكابده من سكرات الموت "ونحن أقرب إليه منكم" أي بملائكتنا "ولكن لا تبصرون" أي ولكن لا ترونهم, كما قال تعالى في الاية الأخرى: "وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون * ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين" وقوله تعالى: " فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها " معناه فهلا ترجعون هذه النفس التي قد بلغت الحلقوم إلى مكانها الأول ومقرها من الجسد إن كنتم غير مدينين. قال ابن عباس: يعني محاسبين, وروي عن مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك والسدي وأبي حزرة مثله.
وقال سعيد ين جبير والحسن البصري "فلولا إن كنتم غير مدينين" غير مصدقين أنكم تدانون وتبعثون وتجزون فردوا هذه النفس, وعن مجاهد "غير مدينين" غير موقنين. وقال ميمون بن مهران: غير معذبين مقهورين.
87- "إن كنتم صادقين" ولن ترجعوها فبطل زعمكم إنكم غير مربوبين ولا مملوكين، والعامل في قوله إذا بلغت هو قوله ترجعونها، ولولا الثانية تأكيد للأولى قال الفراء: وربما أعادت العرب الحرفين ومعناهما واحد.
87- "ترجعونها إن كنتم صادقين"، أي تردون نفس هذا الميت إلى جسده بعدما بلغت الحلقوم، فأجاب عن قوله: "فلولا إذا بلغت الحلقوم" وعن قوله: "فلولا إن كنتم غير مدينين" بجواب واحد. ومثله قوله عز وجل: "فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم" (البقرة- 38) أجيبا بجواب واحد، معناه: إن كان الأمر كما تقولون -أنه لا بعث ولا حساب ولا إله يجازي- فهلا تردون نفس من يعز عليكم إذا بلغت الحلقوم، وإذا لم يمكنكم ذلك فاعلموا أن الأمر إلى غيركم وهو الله عز وجل فآمنوا به.
87-" ترجعونها " ترجعون النفس إلى مقرها وهو عامل الظرف والمحضض عليه بـ" فلولا " الأولى والثانية تكرير للتوكيد وهي بما في حيزها دليل جواب الشرط ، والمعنى إن كنتم غير مملوكين مجزيين كما دل عليه جحدكم أفعال الله وتكذيبكم بآياته . " إن كنتم صادقين " في أباطيلكم " فلولا " ترجعون الأرواح إلى الأبدان بعد بلوغها الحلقوم .
87. Do ye not force it back, if ye are truthful?
87 - Call back the soul, if ye are true (in your claim of Independence)?