(خالدين فيها) أي اللعنة أو النار المدلول بها عليها (لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون) يمهلون
"خالدين فيها" يعني : ماكثين فيها، يعني في عقوبة الله ، "لا يخفف عنهم العذاب"، لا ينقصون من العذاب شيئاً في حال من الأحوال، ولا ينفسون فيه، "ولا هم ينظرون"، يعني: ولا هم ينظرون لمعذرة يعتذرون. وذلك كله عين الخلود في العقوبة في الآخرة.
" ولا هم ينظرون " أي لا يؤخرون ولا يؤجلون .
قال ابن جرير : حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع البصري حدثنا يزيد بن زريع , حدثنا داود بن ابي هند , عن عكرمة , عن ابن عباس , قال: كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد ولحق بالشرك, ثم ندم فأرسل إلى قومه أن سلوا لي رسول الله هل لي من توبة ؟ فنزلت " كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين * أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين * خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون * إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم " فأرسل إليه قومه فأسلم, وهكذا رواه النسائي والحاكم وابن حبان من طريق داود بن أبي هند به, وقال الحاكم : صحيح الإسناد, ولم يخرجاه, وقال عبد الرزاق : أنبأنا جعفر بن سليمان , حدثنا حميد الأعرج , عن مجاهد , قال: جاء الحارث بن سويد فأسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم, ثم كفر الحارث فرجع إلى قومه, فأنزل الله فيه " كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين * أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين * خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون * إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم " قال: فحملها إليه رجل من قومه فقرأها عليه, فقال الحارث : إنك ـ والله ما علمت ـ لصدوق, وإن رسول الله لأصدق منك, وإن الله لأصدق الثلاثة, قال: فرجع الحارث فأسلم فحسن إسلامه, فقوله تعالى: "كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات" أي قامت عليهم الحجج والبراهين على صدق ما جاءهم به الرسول, ووضح لهم الأمر ثم ارتدوا إلى ظلمة الشرك, فكيف يستحق هؤلاء الهداية بعدما تلبسوا به من العماية, ولهذا قال تعالى: "والله لا يهدي القوم الظالمين". ثم قال تعالى "أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" أي يلعنهم الله, ويلعنهم خلقه, "خالدين فيها" أي في اللعنة, "لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون" أي لا يفتر عنهم العذاب ولا يخفف عنهم ساعة واحدة ثم قال تعالى: "إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم" وهذا من لطفه وبره ورأفته ورحمته وعائدته على خلقه أن من تاب إليه, تاب عليه.
قوله 88- "ولا هم ينظرون" معناه: يؤخرون ويمهلون.
88-" خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون " وذلك : أن الحارث بن سويد لما لحق بالكفار ندم ن فأرسل الى قومه : أن سلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل لي من توبة؟ ففعلوا ذلك ، فأنزل الله تعالى
88" خالدين فيها "في اللعنة، أو العقوبة، أو النار وإن لم يجز ذكرهما لدلالة الكلام عليهما. " لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ".
88. They will abide therein. Their doom will not be lightened, neither will they be reprieved;
88 - In that will they dwell; nor will their penalty be lightened, nor respite be their (lot);