90 - (تكاد) بالتاء والياء (السماوات يتفطرن) بالنون وفي قراءة بالتاء وتشديد الطاء بالانشقاق (منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا) أي تنطبق عليهم من أجل
وقوله "تكاد السماوات يتفطرن منه" يقول تعالى ذكره : تكاد السماوات يتشققن قطعاً من قيلهم "اتخذ الرحمن ولدا"، ومنه قيل : فطر نابه : إذا انشق.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني علي ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله "تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا* أن دعوا للرحمن ولدا" قال : إن الشرك فزعت منه السماوات والأرض والجبال ، وجميع الخلائق إلا الثقلين ، وكادت أن تزول منه لعظمة الله ، وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك ، كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين. "وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله ، فمن قالها عند موته وجبت له الجنة، قالوا يا رسول الله ، فمن قالها في صحته؟ قال : تلك أوجب وأوجب. ثم قال : والذي نفسي بيده لو جيء بالسماوات والأرضين وما فيهن وما بينهن وما تحتهن ، فوضعن في كفة الميزان ، ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى، لرجحت بهن".
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج، عن مجاهد "تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا" ذكر لنا أن كعباً كان يقول : غضبت الملائكة ، واستعرت جهنم ، حين قالوا ما قالوا.
وقوله "وتنشق الأرض" يقول : وتكاد الأرض تنشق ، فتنصدع من ذلك "وتخر الجبال هدا"، يقول : وتكاد الجبال يسقط بعضها على بعض سقوطاً، والهد : السقوط ، وهو مصدر هددت ، فأنا أهد هداً.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني علي ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله "وتخر الجبال هدا" يقول : هدماً.
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال ابن عباس : "وتخر الجبال هدا" قال : الهد؟ الانقضاض.
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد، في قوله "وتخر الجبال هدا" قال : غضباً لله ، قال : ولقد دعا هؤلاء الذين جعلوا لله هذا الذي غضبت السماوات والأرض والجبال من قولهم : لقد استتابهم ودعاهم إلى التوبة، فقال "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" [المائدة : 73] قالوا : هو وصاحبته وابنه ، جعلوهما إلهين "وما من إله إلا إله واحد" [المائدة : 73]... إلى قوله "ويستغفرونه والله غفور رحيم" [المائدة : 73 ].
قوله تعالى: " تكاد السماوات " قراءة العامة هنا وفي ((الشورى)) بالتاء. وقراءة نافع ويحيى و الكسائي يكاد بالياء لتقدم الفعل. " يتفطرن منه " أي يتشققن. وقرأ نافع وابن كثير وحفص وغيرهم بتاء بعد الياء وشد الطاء من التفطر هنا وفي ((الشورى)). ووافقهم حمزة وابن عامر في ((الشورى)). وقرأا هنا ينفطرن من الانفطار: وكذلك قرأها أبو عمرو وأبو بكر والمفضل في السورتين. وهي اختيار أبي عبيد، لقوله تعالى: " إذا السماء انفطرت " [الانفطار: 1] وقوله: " السماء منفطر به " [المزمل: 18]. وقوله: " وتنشق الأرض " أي تتصدع. " وتخر الجبال هدا " قال ابن عباس: هدماً أي تسقط بصوت شديد. وفي الحديث " اللهم إني أعوذ بك من الهد والهدة " قال شمر: قال أحمد بن غياث المروزي: الهد الهدم والهدة الخسوف. وقال الليث : هو الهدم الشديد، كحائط يهد بمرة، يقال: هدني الأمر وهد ركني أي كسرني وبلغ مني، قاله الهروي . الجوهري : وهد البناء يهده هداً كسره وضعضعه، وهدته المصيبة أي أوهنت ركنه، وانهد الجبل انكسر. الأصمعي: والهد الرجل الضعيف، يقول الرجل للرجل إذا أوعده: إني لغير هد أي غير ضعيف. وقال ابن الأعرابي: الهد من الرجال الجواد الكريم، وأما الجبان الضعيف فهو الهد بالكسر، وأنشد:
ليسوا بهدين في الحروب إذا تعقد فوق الحراقف النطق
والهدة صوت وقع الحائط ونحوه، تقول منه: هد يهد (بالكسر) هديداً. والهاد صوت يسمعه أهل الساحل، يأتيهم من قبل البحر له دويً في الأرض، وربما كانت منه الزلزلة، ودويه هديده. النحاس : " هدا " مصدر، لأن معنى " تخر " تهد. وقال غيره: حال أي مهدودة:
لما قرر تعالى في هذه السورة الشريفة عبودية عيسى عليه السلام وذكر خلقه من مريم بلا أب, شرع في مقام الإنكار على من زعم أن له ولداً, تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك علواً كبيراً, فقال: " وقالوا اتخذ الرحمن ولدا * لقد جئتم " أي في قولكم هذا "شيئا إداً" قال ابن عباس ومجاهد وقتادة ومالك : أي عظيماً. ويقال إداً بكسر الهمزة وفتحها, ومع مدها أيضاً ثلاث لغات أشهرها الأولى وقوله: " تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا * أن دعوا للرحمن ولدا " أي يكاد ذلك عند سماعهن هذه المقالة من فجرة بني آدم إعظاماً للرب وإجلالاً, لأنهم مخلوقات ومؤسسات على توحيده, وأنه لا إله إلا هو, وأنه لا شريك له ولا نظير له, ولا ولد له, ولا صاحبة له, ولا كفء له, بل هو الأحد الصمد.
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
قال ابن جرير : حدثني علي , حدثنا عبد الله , حدثني معاوية عن علي , عن ابن عباس في قوله: "تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً * أن دعوا للرحمن ولداً" قال: إن الشرك فزعت منه السموات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين, وكادت أن تزول منه لعظمة الله, وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك, كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين, وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله, فمن قالها عند موته وجبت له الجنة , فقالوا: يا رسول الله فمن قالها في صحته ؟ قال تلك أوجب وأوجب". ثم قال "والذي نفسي بيده لو جيء بالسموات والأرضين وما فيهن وما بينهن وما تحتهن, فوضعن في كفة الميزان, ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى لرجحت بهن" هكذا رواه ابن جرير , ويشهد له حديث البطاقة, والله أعلم.
وقال الضحاك : "تكاد السموات يتفطرن منه" أي يتشققن فرقاً من عظمة الله, وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : "وتنشق الأرض", أي غضباً له عز وجل, "وتخر الجبال هداً", قال ابن عباس : هدماً, وقال سعيد بن جبير : هداً ينكسر بعضها على بعض متتابعات. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عبد الله بن سويد المقبري , حدثنا سفيان بن عيينة , حدثنا مسعر عن عون عن عبد الله قال: إن الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان, هل مر بك اليوم ذاكر الله عز وجل ؟ فيقول: نعم ويستبشر, قال عون : لهي للخير أسمع أفيسمعن الزور والباطل إذا قيل ولا يسمعن غيره, ثم قرأ "تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً * أن دعوا للرحمن ولداً".
وقال ابن أبي حاتم أيضاً: حدثنا المنذر بن شاذان , حدثنا هودة , حدثنا عوف عن غالب بن عجرد , حدثني رجل من أهل الشام في مسجد منى قال: بلغني أن الله لما خلق الأرض وخلق ما فيها من الشجر لم يكن في الأرض شجرة يأتيها بنو آدم إلا أصابوا منها منفعة ـ أو قال ـ كان لهم فيها منفعة, ولم تزل الأرض والشجر بذلك حتى تكلم فجرة بني آدم بتلك الكلمة العظيمة قولهم: اتخذ الرحمن ولداً, فلما تكلموا بها اقشعرت الأرض وشاك الشجر. وقال كعب الأحبار : غضبت الملائكة واستعرت جهنم حين قالوا ما قالوا.
وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله إنه يشرك به ويجعل له ولدا, وهو يعافيهم ويدفع عنهم ويرزقهم" أخرجاه في الصحيحين . وفي لفظ "أنهم يجعلون له ولداً وهو يرزقهم ويعافيهم". وقوله: "وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً" أي لا يصلح له ولا يليق به لجلاله وعظمته, لأنه لا كفء له من خلقه, لأن جميع الخلائق عبيد له, ولهذا قال: "إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً * لقد أحصاهم وعدهم عداً" أي قد علم عددهم منذ خلقهم إلى يوم القيامة, ذكرهم وأنثاهم, صغيرهم وكبيرهم, "وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً" أي لا ناصر له ولا مجير إلا الله وحده لا شريك له, فيحكم في خلقه بما يشاء وهو العادل الذي لا يظلم مثقال ذرة, ولا يظلم أحداً.
90- "تكاد السماوات يتفطرن منه" قرأ نافع والكسائي وحفص ويحيى بن وثاب "يكاد" بالتحتية، وقرأ الباقون بالفوقية وقرأ نافع وابن كثير وحفص " يتفطرن " بالتاء الفوقية، وقرأ حمزة وابن عامر وأبو عمر وأبو بكر والمفضل "يتفطرن" بالتحتية من الانفطار، واختار هذه القراءة أبو عبيد لقوله: "إذا السماء انفطرت" وقوله "السماء منفطر به" وقرأ ابن مسعود يتصدعن والانفطار والتفطر التشقق "وتنشق الأرض" أي وتكاد أن تنشق الأرض، وكرر الفعل للتأكيد لأن تتفطرن وتنشق معناهما واحد "وتخر الجبال" أي تسقط وتنهدم، وانتصاب "هداً" على أنه مصدر مؤكد لأن الخرور في معناه، أو هو مصدر لفعل مقدر: أي وتنهد هداً، أو على الحال أي مهدودة، أو على أنه مفعول له: أي لأنها تنهد. قال الهروي: يقال هدني الأمر وهد ركني: أي كسرني وبلغ مني. قال الجوهري: هد البناء يهده هداً كسره وضعضعه، وهدته المصيبة أوهنت ركنه، وانهد الجبل: أي انكسر والهدة صوت وقع الحائط، كما قال ابن الأعرابي.
90 - " تكاد السموات " ، قرأ نافع " يكاد " بالياء هاهنا وفي حمعسق لتقدم الفعل ، وقرأ الباقون بالتاء لتأنيث السموات ، " يتفطرن منه " ، هاهنا وفي " حم * عسق " بالنون من الانفطار ، أبو عمرو و أبو بكر و يعقوب وافق ابن عامر و حمزة هاهنا لقوله تعالى : " إذا السماء انفطرت " ( الانفطار :1 ) و " السماء منفطر " ( المزمل : 18 ) ، وقرأ الباقون بالتاء من التفطر ومعناهما واحد ، يقال : انفطر الشيء وتفطر أي تشقق .
" وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً " ، أي : تنكسر كسراً .
وقيل : " تنشق الأرض" أي : تنخسف بهم ، ( و الانفطار ) في السماء : أن تسقط عليهم ، " وتخر الجبال هداً " : أي تنطبق عليهم .
90ـ " تكاد السموات " وقرأ نافع و الكسائي بالياء . "يتفطرن منه " يتشققن مرة بعد أخرى ، وقرأ أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و أبو بكر و يعقوب ((ينفطرن )) ، والأول أبلغ لأن التفعل مطاوع فعل والانفعال مطاوع فعل ولأن أصل التفعل التكلف . " وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً " تهد هداً أو مهدودة ، أو لأنها تهد أي تكسر وهو تقرير لكونه أدا ، والمعنى ، أن هول هذه الكلمة وعظمها بحيث لو تصورت بصورة محسوسة لم تتحملها هذه الأجرام العظام وتفتتت من شدتها ، أو أن فظاعتها مجلبة لغضب الله بحيث لولا حلمه لخرب العالم وبدد قوائمه غضباً على من تفوه بها .
90. Whereby almost the heavens are torn, and the earth is split asunder and the mountains fall in ruins,
90 - At it the skies are ready to burst, the earth To split asunder, and the mountains to fall down in utter ruin,