93 - (أو يكون لك بيت من زخرف) ذهب (أو ترقى) تصعد (في السماء) على السلم (ولن نؤمن لرقيك) لو رقيت فيها (حتى تنزل علينا) منها (كتابا) فيه تصديقك (نقرؤه قل) لهم (سبحان ربي) تعجب (هل) ما (كنت إلا بشرا رسولا) كسائر الرسل ولم يكونوا يأتون بآية إلا بإذن الله
يقول تعالى ذكره مخبراً عن المشركين الذين ذكرنا أمرهم في هذه الآيات : أو يكون لك يا محمد بيت من ذهب ؟ وهو الزخرف .
كما حدثني محمد بن سعد ، قال : ثنى أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس " أو يكون لك بيت من زخرف " يقول : بيت من ذهب .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " من زخرف " قال : من ذهب .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " أو يكون لك بيت من زخرف " والزخرف هنا : الذهب .
حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله " أو يكون لك بيت من زخرف " قال : من ذهب .
حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوري ، عن رجل ، عن الحكم قال : قال مجاهد : كنا ندري ما الزخرف حتى رأيناه في قراءة ابن مسعود أو يكون لك بيت من ذهب .
حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مجاهد ، قال : لم أدرما الزخرف ، حتى سمعنا في قراءة عبد الله بن مسعود بيت من ذهب .
وقوله : " أو ترقى في السماء" يعني : أو تصعد في درج إلى السماء، وإنما قيل في السماء، وإنما يرقى إليها لا فيها، لأن ألقوم قالوا : أو ترقى في سلم إلى السماء، فادخلت في في الكلام ليدل على معنى الكلام ، يقال : رقيت في السلم ، فأنا أرقى رقياً ورقياً ورقياً ، كما قال الشاعر:
أنت الذي كلفتني رقي الدرج على الكلال والمشيب والعرج
وقوله " ولن نؤمن لرقيك " يقول : ولن نصدقك من أجل رقيك إلى السماء " حتى تنزل علينا كتاباً " منشوراً نقرؤه فيه أمرنا باتباعك والإيمان بك .
كما حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى و حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " كتاباً نقرؤه" قال : من رب العالمين إلى فلان ، عند كل رجل صحيفة تصبح عند رأسه يقرؤها .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد بنحوه ، إلا أنه قال : كتاباً نقرؤه من رب العالمين ، وقال أيضأ : تصبح عند رأسه موضوعة يقرؤها .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه " : أي كتاباً خاصاً نؤمر فيه باتباعك .
وقوله " قل سبحان ربي" يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد لهؤلاء المشركين من قومك ، القائلين لك هذه الأقوال ، تنزيهاً لله عما يصفونه به ، وتعظيماً له من أن يؤتى به وملائكته ، أويكون لي سبيل إلى شيء مما تسألونيه " هل كنت إلا بشراً رسولاً " يقول : هل أنا إلا عبد من عبيده من بني آدم ، فكيف أقدر أن أفعل ما سألتموني من هذه الأمور، لانما يقدر عليها خالقي وخالقكم ، وإنما أنا رسول أبلغكم ما أرسلت به إليكم ، والذي سألتموني أن أفعله بيد الله الذي أنا وأنتم عبيد له ، لا يقدر على، ذلك غيره .
وهذا الكلام الذي أخبر الله أنه كلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر كان من ملأ من قريش اجتمعوا لمناظرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحاجته ، فكلموه بما أخبر الله عنهم في هذه الآيات .
ذكر تسمية الذين ناظروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك منهم ، والسبب الذي من أجله ناظروه به .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا يونس بن بكير ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثني شيخ من أهل مصر، قديم منذ بضع وأربعين سنة، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أن عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب ورجلا من بني عبد الدار وأبا البختري أخا بني أسد، والأسود بن المطلب ، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبا جهل بن هشام ، وعبد الله بن أبي أمية، وأمية بن خلف ، والعاص بن وائل ، ونبيهاً ومنبهاً ابني الحجاج السهميس اجتمعوا، أو من اجتمع منهم بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، فقال بعضهم لبعض : ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه ، فبعثوا إليه : إن أشراف قومك قد أجتمعوا إليك ليكلموك ، فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعاً، وهو يظن أنه بدا لهم في أمره بداء، وكان عليهم حريصاً، يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم ، حتى جلس إليهم ، فقالوا: يا محمد إنا قد بعثنا إليك لنعذر فيك ، وإنا والله ما نعلم رجلاً من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك ، لقد شتمت الآباء، وعبت الدين ، وسفهت الأحلام ، وشتمت الآلهة، وفرقت الجماعة، فما بقي أمر قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك ، فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب مالاً، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سودناك علينا، وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك بما يأتيك به رئياً تراه قد غلب عليك وكانوا يسمون التابع من الجن : الرئي فربما كان ذلك بذلنا أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه ، أو نعذر فيك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بي ما تقولون ، ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم ، ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً، وأنزل علي كتاباً، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً، فبلغتكم رسالة ربي ، ونصحت لكم ، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم ، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد، فإن كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك ، فقد علمت أنه ليس أحد من الناس أضيق بلاداً، ولا أقل مالاً، ولا أشد عيشاً منا، فسل ربك الذي بعثك بما بعثك به ، فليسيرعنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا، ويبسط لنا بلادنا، وليفجر لنا فيها أنهاراً كأنهار الشام والعراق ، وليبعث لنا من مضى من آبائنا، وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصي بن كلاب ، فإنه كان شيخاً صدوقاً، فنسألهم عما تقول ، حق هو أم باطل ؟ فإن صنعت ما سألناك ، وصدقوك صدقناك ، وعرفنا به منزلتك عند الله ، وأنه بعثك بالحق رسولاً كما تقول . فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بهذا بعثت ، إنما جئتكم من الله بما بعثني به ، فقد بلغتكم ما أرلست به إليكم ، فإن تقبلوه فهوحظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم ، قالوا : فإن لم تفعل لنا هذا، فخذ لنفسك ، فسل ربك أن يبعث ملكاً يصدقك بما تقول ، ويراجعنا عنك واسأله ، فليجعل لك جناناً وكنوزاً وقصوراً من ذهب وفضة، ويغنيك بها عما نراك تبتغي ، فإنك تقوم بالأسواق ، وتلتمس المعاش كما نلتمسه ، حتى نعرف فضل منزلتك من ربك إن كنت رسولاً كما تزعم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنا بفاعل ، ما أنا بالذي يسأل ربه هذا، وما بعثت إليكم بهذا، ولكن الله بعثني بشيراً ونذيراً، فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم ، قالوا: فأسقط السماء علينا كسفاً، كما زعمت أن ربك إن شاء فعل ، فإنا لا نؤمن لك إلا أن تفعل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك إلى الله إن شاء فعل بكم ذلك ، فقالوا: يا محمد، فما علم ربك أنا سنجلس معك ، ونسألك عما سألناك عنه ، ونطلب منك ما نطلب ، فيتقدم إليك ، ويعلمك ما تراجعنا به ، ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنآ إذ لم نقبل منك ما جئتنا به ، فقد بلغنا أنه إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن ، وإنا والله ما نؤمن بالرحمن أبداً، أعذرنا إليك يا محمد، أما والله لا نتركك وما بلغت منا حتى نهلكك أو تهلكنا. وقال قائلهم : نحن نعبد الملائكة، ؟هن بنات الله ، وقال قائلهم : لن نؤمن لك حتن تاتينا بالله والملائكة قبيلاً، فلما قالوا ذلك ، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم ، وقام معه عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ، وهو ابن عمته هو لعاتكة بنت عبد المطلب ، فقال له : يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم ، ثم سألوك لأنفسهم أموراً، ليعرفوا منزلتك من الله فلم تفعل ذلك ، ثم سألوك أن تعجل ما تخوفهم به من العذاب ، فوالله لا أومن لك أبداً، حتى تتخذ إلى السماء سلماً ترقى فيه وأنا أنظر، حتى تأتيها وتأتي معك بنسخة منشورة معك أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول : وايم الله لو فعلت ذلك لظننت ألا أصدقك . ثم انصرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله حزيناً أسيفاً لما فاته مما كان يطمع فيه من قومه حين دعوه ، وبما رأى من مباعدتهم إياه ، فلما قام عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال أبوجهل : يا معشو قريش ، إن محمدً قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وسب آلهتنا، وإني أعاهد الله لأجلسن له غداً بحجر قدر ما أطيق حمله ، فإذا سجد في صلاته فضخت رأسه به .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، قال : ثنا ابن إسحاق ، قال : ثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت ، عن سعيد بن جبير أو عكرمة مولى ابن عباس ، عن ابن عباس ، بنحوه ، إلا أنه قال : و أبا سفيان بن حرب ، و النضر بن الحارث أبناء بني عبد الدار، و أبا البختري بن هشام .
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا هشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد ، قال : قلت له في قوله تعالى " لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً " قال : قلت له : نزلت في عبد الله بن أبي أمية قال : قد زعموا ذلك .
قوله تعالى : " أو يكون لك بيت من زخرف " أي من ذهب ، عن ابن عباس وغيره ، وأصله الزينة ، والمزخرف المزين ، وزخارف الماء طرائقه ، وقال مجاهد : كنت لا أدري ما الزخرف حتى رأيته في قراءة ابن مسعود ( بيت من ذهب ) أي نحن لا ننقاد لك مع هذا الفقر الذي نرى " أو ترقى في السماء " أي تصعد ، يقال : رقيت في السلم أرقى رقياً ورقياً إذا صعدت وارتقيت مثله ، " ولن نؤمن لرقيك " أي من أجل رقيك ، وهو مصدر نحو مضى يمضي مضياً ، وهوى يهوي هوياً ، كذلك رقى يرقى رقياً ، " حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه " أي كتاباً من الله تعالى إلى كل رجل منا ، كما قال تعالى " بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة " [ المدثر : 52 ] ، " قل سبحان ربي " وقرأ أهل مكة والشام قال سبحان ربي يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، أي قال ذلك تنزيهاً لله عز وجل عن أن يعجز عن شيء وعن أن يعترض عليه في فعل ، وقيل : هذا كله تعجب لله عز وجل عن أن يعجز عن شيء وعن أن يعترض عليه في فعل ، وقيل : هذا كله تعجب عن فرط كفرهم واقتراحاتهم ، الباقون ( قل ) على الأمر ، أي قل لهم يا محمد " هل كنت " أي ما أنا ( إلا بشراً رسولاً ) أتبع ما يوحى إلي من ربي ، ويفعل الله ما يشاء من هذه الأشياء التي ليست في قدرة البشر ، فهل سمعتم أحداً من البشر أتى بهذه الآيات ! وقال بعض الملحدين : ليس هذا جواباً مقنعاً ، وغلطوه ، لأنه أجابهم فقال : إنما أنا بشر لا أقدر على شيء مما سألتموني ، وليس لي أن أتخير على ربي ، ولم تكن الرسل قبلي يأتون أممهم بكل ما يريدونه ويبغونه ، وسبيلي سبيلهم ، وكانوا يقتصرون على ما آتاهم الله من آياتهه الدالة على صحة نبوتهم فإذا أقاموا عليهم الحجة لم يجب لقومهم أن يقترحوا غيرها ، ولو وجب على الله أن يأتيهم بكل ما يقترحونه من الآيات لوجب عليه أن يأتيهم بمن يختارونه من الرسل ، ولوجب لكل إنسان أن يقول : لا أؤمن حتى أوتى بآية خلاف ما طلب غيري . وهذا يؤول إلى أن يكون التدبير إلى الناس ، وإنما التدبير إلى الله تعالى .
قال ابن جرير : حدثنا أبو كريب , حدثنا يونس بن بكير , حدثنا محمد بن إسحاق , حدثني شيخ من أهل مصر قدم منذ بضع وأربعين سنة عن عكرمة , عن ابن عباس أن عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب ورجلاً من بني عبد الدار, وأبا البختري أخا بني أسد, والأسود بن المطلب بن أسد وزمعة بن الأسود, والوليد بن المغيرة وأبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية, وأمية بن خلف والعاص بن وائل ونبيهاً ومنبهاً ابني الحجاج السهميين, اجتمعوا أو من اجتمع منهم بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة, فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه, فبعثوا إليه أن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك, فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعاً وهو يظن أنه قد بدا لهم في أمره بداء, وكان عليهم حريصاً يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم حتى جلس إليهم, فقالوا: " يا محمد إنا قد بعثنا إليك لنعذر فيك, وإنا والله ما نعلم رجلاً من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك, لقد شتمت الاباء وعبت الدين وسفهت الأحلام وشتمت الالهة وفرقت الجماعة, فما بقي من قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك, فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً, وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سودناك علينا, وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا, وإن كان هذا الذي يأتيك بما يأتيك رئياً تراه قد غلب عليك ـ وكانوا يسمون التابع من الجن الرئي ـ فربما كان ذلك بذلنا أموالنا في طلب الطب حتى نبرئك منه أو نعذر فيك, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بي ما تقولون, ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم, ولكن الله بعثني إليكم رسولاً وأنزل علي كتاباً وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً, فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والاخرة, وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم" أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليماً, فقالوا: " يا محمد فإن كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك فقد علمت أنه ليس أحد من الناس أضيق منا بلاداً ولا أقل مالاً, ولا أشد عيشاً منا, فاسأل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به, فليسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا, وليبسط لنا بلادنا وليفجر فيها أنهاراً كأنهار الشام والعراق, وليبعث لنا من مضى من آبائنا, وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصي بن كلاب, فإنه كان شيخاً صدوقاً, فنسألهم عما تقول حق هو أم باطل ؟ فإن صنعت ما سألناك وصدقوك صدقناك وعرفنا به منزلتك عند الله, وأنه بعثك رسولاً كما تقول. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بهذا بعثت, إنما جئتكم من عند الله بما بعثني به, فقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم, فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والاخرة, وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم قالوا: فإن لم تفعل لنا هذا فخذ لنفسك, فسل ربك أن يبعث ملكاً يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك, وتسأله فيجعل لك جنات وكنوزاً وقصوراً من ذهب وفضة, ويغنيك بها عما نراك تبتغي, فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه, حتى نعرف فضل منزلتك من ربك إن كنت رسولاً كما تزعم, فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا بفاعل, ما أنا بالذي يسأل ربه هذا, وما بعثت إليكم بهذا, ولكن الله بعثني بشيراً ونذيراً, فإن تقبلوا ما جئتكم به, فهو حظكم في الدنيا والاخرة, وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم قالوا: فأسقط السماء كما زعمت أن ربك إن شاء فعل ذلك, فإنا لن نؤمن لك إلا أن تفعل. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك إلى الله, إن شاء فعل بكم ذلك فقالوا: يا محمد أما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه ونطلب منك ما نطلب, فيقدم إليك ويعلمك ما تراجعنا به, ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا إذا لم نقبل منك ما جئتنا به, فقد بلغنا أنه إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن, وإنا والله لا نؤمن بالرحمن أبداً, فقد أعذرنا إليك يا محمد, أما والله لا نتركك وما فعلت بنا حتى نهلك أو تهلكنا, وقال قائلهم: نحن نعبد الملائكة وهي بنات الله. وقال قائلهم: لن نؤمن لك حتى تأتي بالله والملائكة قبيلاً, فلما قالوا ذلك, قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم, وقام معه عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم, وهو ابن عمته عاتكة ابنة عبد المطلب, فقال: يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم, ثم سألوك لأنفسهم أموراً ليعرفوا بها منزلتك من الله فلم تفعل ذلك, ثم سألوك أن تعجل لهم ما تخوفهم به من عذاب, فوالله لا أؤمن بك أبداً حتى تتخذ إلى السماء سلماً, ثم ترقى فيه وأنا أنظر حتى تأتيها وتأتي معك بصحيفة منشورة ومعك أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول, وايم الله لوفعلت بذلك لظننت أني لا أصدقك, ثم انصرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله حزيناً أسفاً لما فاته مما كان طمع فيه من قومه حين دعوه, ولما رأى من مباعدتهم إياه " , وهكذا رواه زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق : حدثني بعض أهل العلم عن سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس فذكر مثله سواء. وهذا المجلس الذي اجتمع هؤلاء له, لو علم الله منهم أنهم يسألون ذلك استرشاداً لأجيبوا إليه, ولكن علم أنهم إنما يطالبون ذلك كفراً وعناداً له, " فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئت أعطيناهم ما سألوا, فإن كفروا عذبتهم عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين, وإن شئت فتحت عليهم باب التوبة والرحمة ؟ فقال: بل تفتح عليهم باب التوبة والرحمة " , كما تقدم ذلك في حديثي ابن عباس والزبير بن العوام أيضاً عند قوله تعالى: " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ". وقال تعالى: " وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا * أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا * تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا * بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا ".
وقوله تعالى " حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا " الينبوع: العين الجارية, سألوه أن يجري لهم عيناً معيناً في أرض الحجاز ههنا وههنا وذلك سهل على الله تعالى يسير لو شاء لفعله ولأجابهم على جميع ما سألوه وطلبوا ولكن علم أنهم لا يهتدون كما قال تعالى: " إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم " وقال تعالى: " ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا " الاية.
وقوله تعالى: "أو تسقط السماء كما زعمت" أي أنك وعدتنا أن يوم القيامة تنشق فيه السماء وتهوي وتدلي أطرافها, فاجعل ذلك في الدنيا وأسقطها كسفاً, أي قطعاً كقوله "اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء" الاية, وكذلك سأل قوم شعيب منه فقالوا " أسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين " فعاقبهم الله بعذاب يوم الظلة, إنه كان عذاب يوم عظيم, وأما نبي الرحمة ونبي التوبة المبعوث رحمة للعالمين فسأل إنظارهم وتأجيلهم لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئاً, وكذلك وقع فإن من هؤلاء الذين ذكروا من أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه حتى عبد الله بن أمية الذي تبع النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ما قال, أسلم إسلاماً تاماً وأناب إلى الله عز وجل.
وقوله تعالى: "أو يكون لك بيت من زخرف" قال ابن عباس ومجاهد وقتادة : هو الذهب, وكذلك هو في قراءة ابن مسعود : أو يكون لك بيت من ذهب "أو ترقى في السماء" أي تصعد في سلم ونحن ننظر إليك "ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه" قال مجاهد : أي مكتوب فيه إلى كل واحد واحد صحيفة هذا كتاب من الله لفلان تصبح موضوعة عند رأسه. وقوله تعالى: "قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً" أي سبحانه وتعالى وتقدس أن يتقدم أحد بين يديه في أمر من أمور سلطانه وملكوته, بل هو الفعال لما يشاء إن شاء أجابكم إلى ما سألتم, وإن شاء لم يجبكم, وما أنا إلا رسول إليكم أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وقد فعلت ذلك, وأمركم فيما سألتم إلى الله عز وجل.
قال الإمام أحمد بن حنبل : حدثنا علي ابن اسحاق , حدثنا ابن المبارك , حدثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زجر عن علي بن يزيد , عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عرض علي ربي عز وجل ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً, فقلت: لا يا رب ولكن أشبع يوماً وأجوع يوماً ـ أو نحو ذلك ـ فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك, وإذا شبعت حمدتك وشكرتك" ورواه الترمذي في الزهد عن سويد بن نصر عن ابن المبارك به, وقال: هذا حديث حسن, وعلي بن يزيد يضعف في الحديث.
93- "أو يكون لك بيت من زخرف" أي من ذهب، وبه قرأ ابن مسعود، وأصله الزينة، والمزخرف المزين، وزخارف الماء طرائقه. وقال الزجاج: هو الزينة فرجع إلى الأصل معنى الزخرف، وهو بعيد لأنه يصير المعنى: أو يكون لك بيت من زينة "أو ترقى في السماء" أي تصعد في معارجها: يقال رقيت في السلم إذا صعدت وارتقيت مثله "ولن نؤمن لرقيك" أي لأجل رقيك وهو مصدر نحو مضى يمضي مضياً وهوى يهوي هوياً " حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه " أي حتى تنزل علينا من السماء كتاباً يصدقك ويدل على نبوتك نقرأه جميعاً، أو يقرأه كل واحد منا، وقيل معناه: كتاباً من الله إلى كل واحد منا كما في قوله: "بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفاً منشرة" فأمر سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأتي بما يفيد التعجب من قولهم، والتنزيه للرب سبحانه عن اقتراحاتهم القبيحة فقال: "قل سبحان ربي" أي تنزيهاً لله عن أن يعجز عن شيء. وقرأ أهل مكة والشام قال سبحان ربي يعني النبي صلى الله عليه وسلم "هل كنت إلا بشراً" من البشر لا ملكاً حتى أصعد السماء "رسولاً" مأموراً من الله سبحانه بإبلاغكم، فهل سمعتم أيها المقترحون لهذه الأمور أن بشراً قدر على شيء منها؟ وإن أردتم أني أطلب ذلك من الله سبحانه حتى يظهرها على يدي، فالرسول إذا أتى بمعجزة واحدة كفاه ذلك، لأن بها يتبين صدقه، ولا ضرورة إلى طلب الزيادة، وأنا عبد مأمور ليس لي أن أتحكم على ربي بما ليس بضروري، ولا دعت إليه حاجة، ولو لزمتني الإجابة لكل متعنت لاقترح كل معاند في كل وقت اقتراحات، وطلب لنفسه إظهار آيات، فتعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً، وتنزه عن تعنتاتهم، وتقدس عن اقتراحاتهم.
وقد أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال: إن هذا القرآن سيرفع، قيل كيف يرفع وقد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في المصاحف؟ قال: يسري عليه في ليلة واحدة فلا يترك منه آية في قلب ولا مصحف إلا رفعت، فتصبحون وليس فيكم منه شيء، ثم قرأ "ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك" وقد روي عنه هذا من طرق. وأخرج ابن عدي عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه. وأخرج محمد بن نصر عن عبد الله بن عمرو نحوه موقوفاً. وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن معاذ بن جبل مرفوعاً نحوه أيضاً. وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن أبي هريرة موقوفاً نحوه أيضاً. وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والديلمي عن حذيفة بن اليمان مرفوعاً نحوه أيضاً. وأخرج ابن مردويه عن جابر مرفوعاً نحوه أيضاً. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وابن عمر مرفوعاً نحوه. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال "أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم محمود بن شيخان ونعيمان بن آصى وبحري بن عمرو وسلام بن مشكم، فقالوا: أخبرنا يا محمد
بهذا الذي جئت به أحق من عند الله، فإنا لا نراه متناسقاً كما تناسق التوراة؟ فقال لهم: والله إنكم لتعرفونه أنه من عند الله، قالوا: إنا نجيئك بمثل ما تأتي به، فأنزل الله "قل لئن اجتمعت الإنس والجن" الآية". وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أن عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب، ورجلاً من بني عبد الدار وأبا البحتري أخا بني أسيد والأسود بن عبد المطلب وربيعة بن الأسود والوليد بن المغيرة وأبا جهل بن هشام وعبد الله ابن أبي أمية وأمية بن خلف والعاص بن وائل ونبيهاً ومنبهاً ابني الحجاج السهميين اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد وكلموه وخاصموه، وذكر حديثاً طويلاً يشتمل على ما سألوه عنه وتعنتوه، وأن ذلك كان سبب نزول قوله: "وقالوا لن نؤمن لك" إلى قوله: "بشراً رسولاً". وإسناده عند ابن جرير هكذا: حدثنا أبو كريب حدثنا يونس بن بكير حدثنا محمد بن إسحاق حدثني شيخ من أهل مصر، قدم منذ بضع وأربعين سنة عن عكرمة عن ابن عباس فذكره، ففيه هذا الرجل المجهول. وأخرج سعد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: "وقالوا لن نؤمن لك" قال: نزلت في أخي أم سلمة عبد الله بن أبي أمية. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: "ينبوعاً" قال: عيوناً. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: الينبوع هو النهر الذي يجري من العين. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: "أو تكون لك جنة" يقول: ضيعة. وأخرج ابن جرير عنه "كسفاً" قال: قطعاً. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً "قبيلاً" قال: عياناً. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً "من زخرف" قال: من ذهب. وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وأبو نعيم عن مجاهد قال: لم أكن أحسن ما الزخرف؟ حتى سمعتها في قراءة عبد الله أو يكون لك بيت من ذهب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله: " كتابا نقرؤه " قال: من رب العالمين إلى فلان ابن فلان. يصبح عند كل رجل صحيفة عند رأسه موضوعة يقرأها.
93 - " أو يكون لك بيت من زخرف " أي : من ذهب ، وأصله الزينة ، " أو ترقى " ، تصعد ، " في السماء " ، هذا قول عبد الله بن أبي أمية ، " ولن نؤمن لرقيك " ، لصعودك ، " حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه " ، أمرنا فيه باتباعك، " قل سبحان ربي " ، وقرأ ابن كثير و ابن عامر " قال " يعني محمداً ، وقرأ آخرون على الأمر ، أي : قل يا محمد ، " هل كنت إلا بشراً رسولاً " ، أمره بتنزيهه وتمجيده ، على معنى أنه لو أراد أن ينزل ما طلبوا لفعل ، ولكن الله لا ينزل الآيات على ما يقترحه البشر ، وما أنا إلا بشر وليس ما سألتم في طوق البشر .
واعلم أن الله تعالى قد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم من الآيات والمعجزات ما يغني عن هذا كله ، مثل : القرآن ، وانشقاق القمر ، وتفجير العيون من بين الأصابع وما أشبهها ، والقوم عامتهم كانوا متعنتين لم يكن قصدهم طلب الدليل ليؤمنوا ، فرد الله عليهم سؤالهم .
93."أو يكون لك بيت من زخرف" من ذهب وقد قرئ به وأصله الزينة . "أو ترقى في السماء"في معارجها ."ولن نؤمن لرقيك"وحده."حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه"وكان فيه تصديقك ."قل سبحان ربي"تعجباً من اقتراحاتهم أو تنزيهاً لله من أن يأتي أو يتحكم عليه أو يشاركه أحد في القدرة ، وقرأ ابن كثير و ابن عامر:قال سبحان ربي أي قال الرسول :"هل كنت إلا بشراً" كسائر الناس ."رسولاً"كسائر الرسل وكانوا لا يأتون قومهم إلا بما يظهره الله عليهم على ما يلائم حال قومهم ، ولم يكن أمر الآيات إليهم ولا لهم أن يتحكموا على الله حتى يتخيروها علي هذا هو الجواب المجمل وأما التفصيل فقد ذكر في آيات أخر كقوله:"ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاس" "ولو فتحنا عليهم باباً".
93. Thou have a house of gold; or thou ascend up into heaven, and even then we will put no faith in thine ascension till thou bring down for us a book that we can read. Say (O Muhammad): My Lord be glorified! Am I naught save a mortal messenger?
93 - Or thou have a house adorned with gold, or thou mount a ladder right into the skies. no, we shall not even believe in thy mounting until thou send down to us a book that we could read. say: Glory to my Lord Am I aught but a man, an apostle?